الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اخوتي في الله احييكم تحية الاسلام وتحية الاسلام هي السلام اما بعد ...
اان المتامل في واقع هاته الامة يجد ها تعيش في وسط المتناقضات الغريبة ,ان تاريخ امتنا مليئ بالدروس والعبر للمتاملين .
تحضرني هناحديث " أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا الوزير بن صبيح قال حدثنا يونس بن ميسرة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كل يوم هو في شأن قال من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين"
هذا الحديث الذي تذكرته وانا من بين المشاركين في ذكري وفاة الشيخ محفوظ النحناح امام تلك النقاش القاسي الذي دار بين الاستاذ معن بشور كونه كان صاحب الكلمة والاستاذ فاتح الراوي الذي كان له تعقيب على كلمته ولا باس ان اذكر لمن فاتته الفرصة ان الاستاذ معن بشور يعتبر من المفكريين القوميين وهو لبناني ضل في كلمته يحث علي استجماع القوى بين اطراف الامة وكل تياراتها الفكرية المختلفة و ضل يدعو بل ويشيد الى القومية العربية كونها خليفة الخلافة الاسلامية الشرعي وماالى ذلك من نقاط كانت كمحطات تاريخية :
-مرحلة التصادم مع الدولة العثمانية
-مرحلة التصادم مع الاستعمار الاوربي
-مرحلة ولادة التيار القومي العربي
وبعدها كان للاستاذ فاتح الراوي تعقيبا علي كلمته وذكر في تعقيبه هو الاخر بعض المحطات الكثر سوداوية جمعت كل من الاسلاميين ونضرائهم من القوميين.وكان التعقيب قاسيا نوعا ما ولكنه حقيقة ينم علي المشاعر المتبادلة بين الطرفين وانا هنا اجد نفسي مضطرا الى ان الزم احد الرايين و الذي لطالما ضل يخالجني وكنت قد هممت بطرحه امام الستاذ معن لكن الاستاذ فاتح الراوي اثناني عن ذاك وكفانيه حججه .
ان الحلافة الاسلامية التي ضلت قرابة 19عشر قرنا وهي تسير بالمسلمين في محطات تاريخية شتي وبعد ان تداول عليها العرب والعجم والسنة والشيعة لم تتركنا نفاضل بين هاته وتلك لان لكل منها ايجابياته ومساويه الا ان سنة 1924 كانت سنة الاعلان الرسمي لوفاة الخلافة لكن هذا الاعلان الذي سبقته الوفاة الحقيقية منذ امد لم يكن الا ايذانا بميلاد فكرة جديدة وهي القوميات .نقول ان الخلافة كانت سلبية في ايامها الاخيرة ولكن من اول من شق عصى الطاعة علة الباب العلي اليس محمد علي باشا الذي كان يري نفسه الوريث الشرعي.ثم لياتي بعدها ثورة العرب على الاتراك بمساندة غربية لتختتم بمعاهدة سايكس بيكو وكيف ان الشريف الحسين وقع في خطة خبييثة بل كان هو من زكاها.
بعدها كما قلنا بدات تبرز افكار مستقاة من وراء البحار كفقرة القطرية والقومية وصار لنا دعاة كثر لهذه الفكرة فصرنا نتغنى بالعروبة بدل الاسلام بل وننضر لكل هاته الافكار ومن سخائف الصدف ان القوميين اذا ارادوا استنهاض الشعوب لطرد العدو كان الاسلام هو الوسيلة الفضلى الى حين ان يتم النصر نراها تتنكر له ايما نكران بل وتسرع غير ابهة لاستراد افكار سامة قاتلة فهذا ينادي للشيوعية والاخر ينادي للبرالية ووووو ولا احد يلتفت للاسلام .
بعد هذا طكله قامت حركات اسلامية واعية تطمع للحلم المنشود وهو اعادة بعث الخلافة وكان من بين هاته الحركات حركة الاخوان المسلمين التي عانت الامرين في سبيل تحقيق مبتغاها الا ان الخوة القوميين كانوا واحسبهم لا يزالون لا يجيبدون فن الحوار يتفننون في قمع هاته الفكرة بمساعدة من اعدائنا التقليديين من اليهود والنصارى والملحدين فما حدث بمصر وسوريا والسعودية والجزائروتونس وليبيا والعراق لخير دليل على ان القوميين هم امتداد لحكم الغرب في العالم السلامي .نحن الاسلاميين نجيد فن التسامح والعفو والحوار البناء ولكن صفحات الماضي تطوي ولا تنسى فمن يضمن لنا انه او عاد الحكم للقوميين لما اعادوا سلوكاتهم الشائهة وحقيقة اني لارى ان التكلم عن حوار بين القوميين والاسلاميين اشبه من ذلك الذي يدور مع من يسب الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يعترف بنا كرسالة سماوية.ان المتامل يجد ان الاسلاميين كانوا السباقين لمد يد الحوار للاخوة الفرقاء لكنهم تجاهلوها يوما كانوا ثم التفتوا اليها لما احسوا ان الشعوب عرفت سبيل المجد فساروا اليه وان ذلك الرصيد الذي كانوا يتكلمون عليه لم يعد يحوي سوي الكهول والعجزة.