منتدى أنصار الدعوة والتغيير


عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
السلام عليكم ورحمة الله
يرجي التكرم بتسجبل الدخول من هنا اذا كنت عضو معنا
او التسجيل من هنا ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
وإن تواجه أي مشكل في الدخول أو التسجيل إتصل بنا على
nahnah1990@hotmail.com
skype أو على
baraa500

مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة P6121511

منتدى أنصار الدعوة والتغيير


عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
السلام عليكم ورحمة الله
يرجي التكرم بتسجبل الدخول من هنا اذا كنت عضو معنا
او التسجيل من هنا ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
وإن تواجه أي مشكل في الدخول أو التسجيل إتصل بنا على
nahnah1990@hotmail.com
skype أو على
baraa500

مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة P6121511

منتدى أنصار الدعوة والتغيير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى أنصار الدعوة والتغيير

ممثلي الإخوان المسلمين في الجزائر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الشيخ مصطفى بلمهدي

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لماذا نصعب على أنفسنا الطريق ؟
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالأحد فبراير 03, 2013 1:16 pm من طرف أبو مسلم خالد المصري

» إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة.
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالأحد فبراير 03, 2013 12:57 pm من طرف أبو مسلم خالد المصري

» جماعة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف يتقنونه بالأموال ... والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر يتقنونه بالأجر
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالأحد فبراير 03, 2013 12:50 pm من طرف أبو مسلم خالد المصري

» حفلات طيور الجنة في مصر 2012
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالجمعة أغسطس 10, 2012 2:57 pm من طرف بنوتة مصرية israa

» رجاء البنا تنتظر ترحيبكم فهل من مرحب ؟
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالإثنين يوليو 23, 2012 2:51 pm من طرف المحامي علي الصياء

» لم يهرب مثل بن علي ولم يسجن كمبارك
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالأربعاء يونيو 20, 2012 1:21 pm من طرف احمد رجب

» مواعظ الرّجل الحكيم في تبيان الّنهج القويم
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالثلاثاء مايو 08, 2012 12:45 pm من طرف أبو شهد

» حركة مجتمع السلم المدرسة
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالإثنين فبراير 20, 2012 6:05 am من طرف lakhdar

» بشائر الفضل الإلهى فى العقيدة
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالإثنين فبراير 13, 2012 9:50 am من طرف نور فؤاد

» الدعاء بظهر الغيب لقيادة التغيير
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالأحد ديسمبر 18, 2011 2:28 pm من طرف اابو العابد

» القدس في العيون نفنى ولا تهون
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالثلاثاء ديسمبر 06, 2011 2:35 pm من طرف اابو العابد

» [co سعيد[/color=orange]عام هجري جديد بثوب عربي ربيعيlor]
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالأحد نوفمبر 27, 2011 12:53 pm من طرف الدعوة والتغيير*اسطاوالي*

مخطط لتقسيم الأقصى

أدعم الشيخ القرضاوي
موقع كتائب عز الدين القسام
تضامن مع الأسري
المخيم الوطني للفتات 2010
نساء من أجل فلسطين
أهم الجرائد الوطنية
أهم الجرائد الوطنية














أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
كريم بن رمضان - 1846
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_rcapمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Voting_barمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_lcap 
أنوار الإسلام - 1548
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_rcapمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Voting_barمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_lcap 
سيف الإسلام - 483
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_rcapمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Voting_barمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_lcap 
محب الإخوان - 423
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_rcapمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Voting_barمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_lcap 
الدعوة والتغيير*اسطاوالي* - 375
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_rcapمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Voting_barمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_lcap 
بوسلماني - 311
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_rcapمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Voting_barمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_lcap 
زينب الغزالي - 301
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_rcapمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Voting_barمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_lcap 
ريحانة الاقصى - 295
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_rcapمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Voting_barمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_lcap 
أم هبة - 252
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_rcapمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Voting_barمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_lcap 
الحركي - 231
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_rcapمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Voting_barمفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Vote_lcap 

 

 مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صاحب قضية
عضو
عضو



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 36
عدد النقاط : 98
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الموقع : http://as7ab.maktoob.com/alfahm

مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة   مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالجمعة مارس 26, 2010 8:26 am

بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم التغيير وآلياته
في فكر الجماعة

آلية التغيير

مقدمة:
يختلف منهج الدين الإسلامي في طبيعته جذريا عن المناهج الوضعية، فهو منهج أنزله الله من السماء لترتفع إلى مستواه وتأخذ نفسها بتطبيقه لتنعم بفضل الدنيا ونعيم الآخرة.
وهو منهج ليس مرتبطا بزمان معين أو بقعة معينة أو جنس معين، بل هو الرسالة الخاتمة للبشرية كلها.
وهو شامل وصالح لكل زمان ومكان ن ومهيمن على كل الشرائع التي قبله، شامل لكل أوجه الحياة ومجالاتها المختلفة.
فالإسلام ، دينٌ يسلم الناس فيه وجههم لله استسلاما وعبودية له سبحانه رهبة منه وحبا في ذاته وطمعا في ثوابه.
وفيه من الكليات والقواعد ما يجعله مرنا يواجه كل المتغيرات ومتسعا لكل الاجتهادات ولكن بالضوابط التي وضعها لذلك ... دافعا أتباعه إلى الاستفادة من التجارب والاجتهادات البشرية في جوانب الحياة وفق المنظور الإسلامي والرؤية الإسلامية.

أما المنهج الوضعي، فهو منهج وضعه قوم معينون في بيئة معينة، لحل مشاكلهم وضبط أمورهم، حسب رؤيتهم وحالهم وزمانهم وطبيعتهم الخاصة.
ولذلك فهو منهج قاصر ومرتبط بزمن معين وجنس معين ومكان معين وطبيعة معينة، يظهر فيه الهوى البشري والميل البشري والنقص والضعف البشري.

التغيير الذي ننشده
يحدد إمامنا الشهيد عمق التغيير الذي تهدف الجماعة إلى تحقيقه، والمهمة التي تسعى لإنجازها فيقول:
(إنكم دعاة تربية، وعماد انتصاركم:
إفهام هذا الشعب .. وإقناعه وإيقاظ شعوره من كل نواحيه على قواعد الإسلام وتعاليم الإسلام ومبادئ الإسلام، وهذه غاية لا تُدرك في أيام ولا تُنال بأعوام قليلة، ولكنه الجهاد الدائب، والعمل المتواصل، ومقارعة جيوش الجهالة والأمية والمرض والفقر والأحقاد والضغائن وخفة الأحلام وتقطيع الأرحام، وتنظيف رواسب قرون عدة سرى الفساد فيها إلى كل مكان.
أفترون أو يرى الناس أن هذا أمر يسير؟
بل إن غايتكم أوسع من هذا، فإنكم تريدون من هذا الشعب أمة نموذجية لتنسج على منوالها الأمم الشرقية جميعا، وتريدون من هذه الأمم وحدة إسلامية تأخذ بيد الإنسانية جميعا إلى تعاليم الإسلام.
هذه حدود مهمتكم التي يراها الناس بعيدة وترونها أنتم الإسلام الذي فرضه الله على عباده قريبا أم بعيدا (فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون) (الأنبياء: 109)

عدة التغيير
وعن العدة التي تعتمدها الجماعة في مسيرتها لإحداث التغيير المنشود، فإنها تدور حول عناصر ثلاثة هي ::
أولها: المنهاج الصحيح: وقد وجده الإخوان في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وثانيها: العاملون المؤمنون: ولهذا أخذ الإخوان أنفسهم بتطبيق ما فهموه من دين الله تطبيقا لا هوادة فيه ولا لين.
وثالثها: القيادة الحازمة الموثوق بها: وقد وجدها الإخوان المسلمون كذلك، فهم لها مطيعون وتحت لوائها عاملون
(رسالة دعوتنا).

طبيعة التغيير وخصائصه:
أساسيات لابد منها :
قبل الحديث عن طبيعة التغيير وخصائصه ومواصفاته، لابد أن يتوافر:
أ- وضوح منهج التغيير.
ب‌- القناعة واليقين بصلاحية المنهج المختار.
ج- ضرورة تقيده بالضوابط والالتزامات الشرعية التي جاء بها الإسلام.

والتغيير الذي تنشده الجماعة:
1- تغيير شامل عميق للفرد والمجتمع، فسيادة قيم الإسلام وشريعته ينبغي أن تكون حقيقة وجوهرا وليست فقط مظهرا أو شعارا.
وتحقيق ذلك التغيير وحراسته والحفاظ على بقائه لن تكون فقط مهمة أفراد من المجتمع ولا حتى مؤسسة حاكمة من مؤسساته لكنها تحتاج لجهود المؤسسات الخاصة والعامة الموجودة فيه.
2- أن هذا التغيير أمر "ديني" فهو عبادة .. لذلك فلا ينبغي أن يتم جبرا ولا قسرا بل يجب أن يكون عن إرادة واختيار وإيمان.
فهو ليس مجرد تبديل حكومة بأخرى ترفع شعارات أو توقع – قرارات لغحداث هذا التغيير ، ولكن لإحداثه وبقائه فإنه يجب أن يكون مستندا إلى قناعة وإيمان الناس ومطالبتهم به.
3- وهو يجب أن يكون جذريا: والتغيير الجذري يختلف عن التغيير الفوقي، لأنه يحدث عن طريق إيجاد قناعة لدى وحدات المجتمع بالتمسك بشرائع الإسلام.
وهو جذري لا فوقي، لأنه يبدأ من أفراد المجتمع ومؤسساته فينطلق من داخل مؤسسات المجتمع وبها وليس على أنقاضها، وهو يبدأ بالأفراد للنفاذ إلى المؤسسات، ولا يبدأ بامتلاك السلطة لفرض التغيير.
يقول الإمام الهضيبي: "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم على أرضكم" إنه تغيير جذري ذو مدخل شعبي وآخر مؤسسي (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد: 11).
4- وهو تغيير متدرج، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، فهو يعتمد التدرج في التطور والانتقال من مرحلة إلى مرحلة، ومن دور إلى دور، على أساس النضج والتكامل والقدرة على الضبط في مواجهة الأمور والأحداث والأزمات.
يقول الإمام الشهيد:
(فمن أراد أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقطف زهرة قبل أوانها فخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلى غيرها ..).
( .. لذلك نحن نلجم نزوات العواطف بنظرات العقول، ونلزم الخيال صدق الحقيقة والواقع).
(ولا نصادم نواميس الكون فإنها غلابة، ولكن نغالبها ونستخدمها ونحول تيارها ونستعين ببعضها على بعض).
ولأنه تغيير متدرج لا فوري، فليست الوسيلة إليه القوة والعنف، فالدعوة الحقة إنما تخاطب الروح أولا وتطرق مغاليق النفوس ومحال أن تثبت بالعصا أو أن تصل إليها على شبا الأسنة والسهام.
5- وهو تغيير عالمي تحددت ملامحه منذ فجر هذه الدعوة .. (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا) (سبأ: 28).
فههو تغيير مستمد من أمر ديننا وطبيعة دعوتنا ... العالمية ... منذ نشأتها .. فدعوتنا لا تحدها الأقطار ولا تحاصرها التخوم، فنحن كما قال الإمام البنا نريد (أن نضم إلينا كل جزء من وطننا الإسلامي الذي فرقته السياسة الغربية وأضاعت وحدته المطامع الأوروبية، ولهذا لا نعترف بهذه التقسيمات السياسية ولا نسلم بهذه الاتفاقات الدولية التي تجعل من الوطن الإسلامي دويلات ضعيفة ممزقة يسهل ابتلاعها على الغاصبين).

وخلاصة الأمر ، أن التغيير الذي تنشده الجماعة يجب أن يكون:
مستقرا مستمرا، لا مهتزا ولا وقتيا، لذلك يجب علينا تربية وقيادة وتوظيف قوى التغيير كلها وتنسيق تعاونها ليتحقق لها الاقتناع وقبول أعباء التغيير.
وهو تغيير له طلائع رائدة قائدة، وقواه الأساسية الفاعلة هي ... شعبنا ... وقواه المساندة الداعمة هي مؤسسات المجتمع ... وقواه المؤيدة المناصرة هم الإسلاميون في العالم كله.
(فهو تغيير: عميق لا سطحي، جذري لا فوقي، متدرج لا فوري، عالمي لا قطري، مستقر لا وقتي، نقود الأمة إليه ولا ننوب عنها فيه) .

معالم على طريق التغيير المنشود

أولا: إن تطبيق المنهج الإسلامي الكامل وإقامته في المجتمع لا يقتصر على مجرد الرؤية الصحيحة أو الفهم الشامل وإنما لابد من تربية وإعداد لمن يتولى تطبيقه وقيادة أفراد الشعب عليه، وهذا الإعداد لهذه المجموعات الرائدة يقوم على التربية الإسلامية المتكاملة لتتمثل الإسلام في شخصيتها وفي فهمها وفي سلوكها وفي عملها وحركتها.
وهذه التربية لا تتم في مدة قصيرة أو بمجرد دراسة عابرة، إنما هي تكوين عميق وإصلاح شامل للأفراد، ثم يأتي المحك والاختبار والمحنة والابتلاء لتصهر وتمحص وتظهر قدرتها على تحمل الضغوط وعلى الثبات وعدم الانحراف.
وغياب هذه الركائز أو ضعفها في أي مكان أو أي شريحة بالمجتمع يؤدي إلى إضعاف تربية الجماهير والتطبيق الصحيح لمنهج الإسلام فيها.

ثانيا: إن الإخوان لا يهدفون إلى مجرد هدم نظام أو مجرد تغيير باطل أو تغيير نظام حكم ، ليستبدل بعد ذلك بنظام آخر أو باطل من نوع آخر أقل منه في الانحراف.
إنما هم يستهدفون إقامة البناء الإسلامي المتكامل في المجتمع والأمة بأركانها كلها، بناء راسخا قويا يتحمل كل الضغوط ويواجه كل التحديات.
وهذا البناء القوي أركانه والضخمة أعباؤه ، ليس خاصا بساحة محدودة أو قطر واحد، إنما هو بناء مؤهل لمسؤليته العربية والإسلامية والعالمية، فإننا نستهدف إقامة وإحياء أمة الإسلام ودولته العالمية.
وهذا الهدف الضخم أكبر وأوسع من مجرد تغيير نظام حكم.

ثالثا: هذا البناء قاعدته ولبناته الشعب والجماهير، والتي لابد لها من:
تربية وتهيئة وإيقاظ، لتصطبغ بالإسلام: فهما .. وخلقا .. وسلوكا .. وقيما .. وتقاليد،
ولابد لها من معرفة بحقوقها، وكيفية التمسك بها، والتضحية في سبيل الحفاظ عليها، وأن تكون على وعي كامل وبصيرة جيدة، فلا تخدع من متاجري الشعارات وأدعياء الإصلاح، أو تساوم على منهجها ودعوتها، أو تنحرف عنها.
وبغير هذه التهيئة وتلك التربية للشعب والجماهير، يصبح البناء هشا ضعيفا يتسم بالتصارع بين أفراده وداخل مجتمعاته ، بل ويصبح بحاله تلك غير مهيئ لتكاليف المرحلة – أي إقامة الدولة الإسلامية – والتي ستستدعي منه ضرورة منه مواجهة التحديات والضغوط الداخلية والخارجية وتقديم التضحيات، وأن يزداد التفافا حول الجماعة وثقة فيها.
يقول الشهيد سيد قطب: (.. ولابد إذن أن تبدأ الحركات الإسلامية من القاعدة، وهي إحياء مدلول العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، وتربية من يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة تربية إسلامية صحيحة .. وعدم محاولة فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي، لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به).
رابعا: إن البناء الذي ينشده الإخوان ليس بناء عاديا مثلما يتطلبه بناء أي دولة، إنما هو بناء عقدي إسلامي منذ أول أساس فيه، ومنذ أول يوم في إقامته، يستمد جذوره وصبغته من منهج الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو ليس مجرد إعلان عن قيم أو أخلاق أو سلوكيات عامة، أو مجرد مناهج للإصلاح ينشدها الجميع، فهذا جزء بسيط من البناء، وإنما هو بناء واضح المعالم متكامل الأركان، هو الإسلام كله أمة وشعوبا .. دولة وحكومة .. رسالة وحضارة .. رصيده شعوب العالم الإسلامي، وهي ميدانه للدعوة والحركة كما انها هي قواه المساندة في الساحة العالمية بتياراتها وصراعاتها وخططها التي تستهدف بها المنطقة العربية والإسلامية.
إن هناك سننا كونية في التغيير وأحداثا تحتاج إلى اليقظة والترقب وحسن الاستفادة منها، وكيفية المغالبة وتهيئة الظروف المواتية.
كل ذلك لابد أن يوضع في الحسبان.
إن دولة الإسلام يوم أن تقوم – بإذن الله – ستواجه بالتحدي على كل المستويات الاجتماعية والعلمية والحضارية والعسكرية .. إنها ستولد وسط العواصف والرياح، وسيتطلب هذا منها قوة في التأسيس ومتانة في البناء لتصمد وتحقق باقي الأهداف الضخمة في رسالة الإسلام.
خامسا : في هذا التغيير نحن لسنا بدلاء عن هذا المجتمع، أو أننا نستهدف أن نحتكر كل قوى الإصلاح ومساراته، بل دورنا أننا أصحاب دعوة وإيقاظ للأمة وتعاون ومشاركة مع كل محب للوطن مخلص له، لنصل في النهاية إلى وحدة المنهج والطريق والهدف.
إن تربية الشعب ومعرفته لحقوقه والتمسك بها هو الضمان الأساسي والرقابة الفعالة لأي جهة تحكم المجتمع، فلا ينحرف عن المنهج أو تخدعها بشعارات لا تطبقها، أو تقلب لها ظهر المجن.
فهذا الشعب الذي تمت تربيته وتهيئته هو الحارس والضامن لهذا البناء، قادر على المحاسبة والرقابة والتغيير إذا انحرف المسار، وبذلك تتضح أكثر مدى أهمية إعداد المجتمع وتربيته في منهج الإخوان.

سادسا : إن الانتخابات السياسية والبرلمانية والمهنية والنقابية وغيرها هي من ضمن مسارات النضال الدستوري، وهي عامل مساعد لتحقيق منهج الجماعة وتأسيس أركان المجتمع المسلم.
لكن الصندوق الانتخابي هو مجرد تعبير عن رأي المجتمع والتفافه حول الدعوة ووسيلة لوصولها وإبلاغها في المؤسسات والهيئات، لكنه لا يربى مجتمعا ولا يكوّن قاعدة صلبة وهو الأمر الأساسي في التغيير والإصلاح، بل إن التقدم في هذه التربية الشاملة يعطي ثمرة ونتيجة في الصندوق الانتخابي.
إن بناء القاعدة الصلبة والركائز القوية المنتشرة في كل مكان هي المحققة لقوة العقيدة والوحدة، وتربية المجتمع وتهيئته وصبغه بالصبغة الإسلامية هي الأساس الذي لا بديل عنهن وتأتي بعد ذلك كل المسارات والعوامل الأخرى مساعدة مكملة ومعينة على تحقيق ذلك.

سابعا : وهناك دور آخر يتلخص في العمل على امتلاك الأمة أسباب القوة في جميع المجالات التي تمكنها من تحقيق رسالتها، وذلك بتغيير واقع مؤسسات المجتمع وأفراده (رجالا ونساءً)، وفق رؤية تنموية شاملة تتبنى حلولا لمشاكل الحاضر، وتعد للمستقبل، مجسدة شعار: (الإسلام هو الحل) على هيئة تفصيلية تعالج مشاكل وهموم الناس ..
نريد أن يتم ذلك العلاج بوضوح واقتناع بأنه لا بديل للحل الإسلامي، وأنه الحل الحتمي، لأنه من عند الله خالق البشر الخبير بما فيه خيرهم ومنفعتهم.
والحد الأدنى في ذلك أن يكون لدينا الرؤية الواضحة الشاملة في هذه الأمور، وأن نقوّم الخلل ونعالج أسباب الضعف، وأن نصل بالإصلاح في جميع المؤسسات والمجالات إلى نقطة الانطلاق الحقيقية، وامتلاك أسباب القوة ليتم استكمال ذلك في ظل الحكومة المسلمة التي تنطلق لاستكمال الإصلاح وتقوية البنيان وتحقيق الأهداف كاملة غير منقوصة، فالحكومة المسلمة تقوم بعد توفر قاعدة أساسية من الإصلاح والبناء في المجتمع وقناعة راسخة عند الجماهير بأهمية الحل الإسلامي والمنهج الإسلامي لحياتها وتقدمها.
إن طول الطريق ومقدار الجهد والتضحيات المطلوبة لا يثنينا عن منهاجنا، لأن البناء المنشود عظيم وضخم، والنجاح الحقيقي والنصر الفعلي هو في الثبات على هذا المنهج وتحقيق هذا البناء بعون الله وفضله.

دور عنصري القيادة الحكيمة وضبط الحماس:
إن هذا التغيير المنشود، تقوده قيادة حكيمة لا تصادم نواميس الكون في التغيير، ولا تستدرج بحماس زائف، لأنها تعلم أن أشد الناس حماسة واندفاعا وتهورا قد يكونون هم أشد الناس جزعا وانهيارا وهزيمة عندما يجد الجد وتقع الواقعة، فالاندفاع والتهور والحماسة الفائقة غالبا ما تكون منبعثة من:
أ- عدم التقدير لحقيقة التكاليف، لا عن شجاعة واحتمال وإصرار.
ب- كما أنها قد تكون منبعثة من قلة احتمال الضيق والأذى والهزيمة، فتدفعهم قلة الاحتمال إلى طلب الحركة والدفع والانتصار بأي شكل دون تقدير لتكاليف الحركة والدفع والانتصار، حتى إذا ووجهوا بهذه التكاليف كانت أثقل مما قدروا وأشق مما تصوروا، فكانوا أول الصف جزعا ونكولا وانهيارا:
(ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة فلما كُتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لمَ كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب) (النساء: 77).
ويقول الإمام الشهيد:
(أحب أن تحكموا خطتكم، وأن تسوسوا طريقكم بالعقل والعاطفة معا، فلا تتركوا للحماسة وحدها أن تقودكم في مسالك لا تفيد فيها الدعوة).
ويقول أيضا في هذا المجال:
(فهم – أي الإخوان – يؤثرون البطء الحكيم لإحراز النجاح الكامل).
أما إذا واجهوا في دفع الأخطار أو التمسك بالدعوة فإن ( .. البطء والهدوء سيوقف تقدمهم أو يأخذ من انتصارهم، فسيعلمون حينئذ كيف يذودون عن دعوتهم ..).

مرتكزات ومتطلبات:

مقومات آلية التغيير:
إن آلية التغيير في منهج الإخوان ترتكز أساسا على أركان ثلاث:
1- الالتزام بالإسلام فهما صحيحا وفقها وعملا وجهادا.
2- ضرورة الجماعة، وفرضية وجود الصف الإسلامي المنظم تحت قيادة واحدة.
3- التربية والتكوين في إعداد الأفراد وبناء الجيل المسلم والاهتمام بالشعب والمجتمع وتفعيل دوره وصبغه بالصبغة الإسلامية.

مراحل وخطوات
على طريق التغيير:
وتتلخص في:
1- بناء وتكوين "جيل جديد":
يسرى وينتشر في نسيج المجتمع وجسد الأمة، ويكون مؤثرا في إيقاظ الأمة وتغيير حالها. وهذا الجيل يشكل القاعدة التي يقوم عليها الحكم الإسلامي والدولة الإسلامية.
يقول الإمام الشهيد:
(إن غاية الإخوان تنحصر في تكوين جيل من المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح، يعمل على صبغ الأمة بالصبغة الإسلامية الكاملة في كل مظاهر حياتها).
فهذا الجيل هو القاعدة الصلبة والركائز المؤمنة التي يقوم عليها الحكم الإسلامي وتتحمل تبعاته وتقود الأمة على منهاجه.
يقول الإمام: (ولكنها مهمة هذا النشء الجديد فأحسنوا دعوته وجدّوا في تكوينه وعلموه استقلال النفس والقلب واستقلال الفكر والعقل واستقلال الجهاد والعمل. واملؤوا روحه الوثابة بجلال الإسلام وروعة القرآن، وجندوه تحت لواء محمد ورايته).

2- وهذه الركائز المؤمنة يجب أن يكون:
أ- عددها مكافئا ومناسبا لحجم الأهداف والأعباء التي ستتحملها عند قيام الدولة ومواجهة التحديات، وهذا أمر متغير حسب الواقع وظروفه ..
ففي عام 1935 وقت أن كان عدد سكان مصر حوالي 16 مليونا قال الإمام الشهيد:
(وفي الوقت الذي يكون فيه منكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمائة كتيبة (أي اثني عشر ألفا) قد جهزت كل منها نفسها روحيا بالإيمان والعقيدة، وفكريا بالعلم والثقافة، وجسميا بالتدريب والرياضة .. في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار .. فإني فاعل إن شاء الله).
ب- وأن تنتشر هذه الركائز في كل بقعة وكل حيّ وكل قرية وكل مؤسسة وكل شريحة اجتماعية، بالعدد الذي يؤهلها أن تؤثر في هذا المكان وتقوده على شرع الله.
وإن المكان – أو الشريحة – التي تخلو من هذه الركائز، أو كانت بمستوى ضعيف، فإنه سيصبح مكانا ضعيفا به خلل في استوائه وارتباطه بقيادة الأمة الإسلامية وبكيفية تطبيق الإسلام فيها وتربية الجماهير عليه. وإن الحماس والتهليل والإقبال عند انتصار الإسلام ليس مقياسا أو بديلا عن التكوين العميق المطلوب لهذه الركائز.
ج- وأن تصل هذه الركائز إلى المستوى الإيماني والتربوي المناسب لهذا العبء، وأن يُختبر ويُمحص هذا التكوين، ويمر بمحن وابتلاءات متنوعة حتى يخلص وينقى من اللبنات الهشة ويزداد قوة وثباتا.
د- وأن تكون هذه الركائز صفا قويا واحدا تحت قيادة واحدة، تتوفر فيه كل أسباب النصر الإيمانية وتنتفي عنه كل أسباب الفشل والخذلان.
وأساس قوة الصف يكون في قوة العقيدة وقوة الوحدة والرابطة قبل قوة الساعد والسلاح.
هـ- وتجميع أو تكوين هذه الركائز لا يقوم على الضم العشوائي أو الاكتفاء بالحشد العام والعواطف الملتهبة أو الحركة الزائدة والانتشار السريع، وإنما يقوم أساسا على حسن انتقاء العناصر الصالحة المناسبة (الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة ..) وتربيتها وتكوينها وترسيخ أركان البيعة عندها وتعميق إيمانها بدينها ودعوتها.

3- نشر الدعوة والتعريف بها وتربية المجتمع:
وفي خط متواز مع الانتقاء والتكوين للركائز، يسير العمل أيضا بنشر الدعوة والتعريف بها وتربية المجتمع على مفاهيم الإسلام، وصبغه بالصبغة الإسلامية، ومواجهة جوانب الخلل والفساد فيه. وتحقيق الصفات المطلوبة منه من الإيجابية والوعي والبذل .. إلخ. فيكثر الأنصار والمتعاطفون في كل مكان، وينحاز الرأي العام بالمجتمع إلى الدعوة ومبادئها ويلتف حول الجماعة ورموزها ويؤيدها ويساندها.
يقول الإمام الشهيد: (إن الخطب والأقوال والمكاتبات والدروس والمحاضرات وتشخيص الداء ووصف الدواء كل ذلك وحده لا يجدي نفعا ولا يحقق غاية ولا يصل بالداعية إلى هدف من الأهداف ..).
ويقول: (لا أيها الإخوان ليس هذا ما نريد، هو بعض ما نريد ابتغاء مرضاة الله .. أما غاية الإخوان الأساسية، أما هدف الإخوان الأسمى، أما الإصلاح الذي يريده الإخوان ويهيئون له أنفسهم فهو إصلاح شامل كامل تتعاون عليه قوى الأمة جميعا، وتتجه نحوه الأمة جميعا ويتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل).
فالأمر يحتاج إلى: (1- الإيمان العميق. 2- التكوين الدقيق. 3- العمل المتواصل. فآمنوا بفكرتكم وتجمعوا حولها واعملوا واثبتوا عليها).
ويقول أيضا: (فلابد من فترة تنتشر فيها مبادئ الإخوان وتسود، ويتعلم فيها الشعب كيف يؤثر المصلحة العامة على المصلحة الخاصة).

وحول انتشار الدعوة في كل مكان وكل مؤسسة وكل شريحة من المجتمع، يقول الإمام في تأكيده على هذا الهدف لتحقيقه:
(ونحن لهذا نعمل على أن تصل دعوتنا إلى كل بيت وأن يُسمع صوتنا في كل مكان)، مما يتطلب: التطوير والتنويع في وسائل الدعوة العامة، والانفتاح على المجتمع، والتواجد والحوار مع الآخرين، وإعلان الدعوة وأفكارها وموقفها في كل نشاط ومؤتمر وكل حدث أو أزمة.
وتستخدم الجماعة كل وسائل الدعوة العامة بالإضافة إلى التأثير الإيجابي لأفراد الجماعة في المجتمع، ولا تنحصر الدعوة في وسيلة واحدة بل تشكل الهيئات والمؤسسات والواجهات التي تعبر عن أوجه الدعوة المختلفة وتتفاعل مع المجتمع في كل جوانبه، وتعمل على إيقاظ الأمة وحشدها وراء الإسلام.

4- وتسلك الجماعة أسلوب النضال الدستوري كمسار للإصلاح والحركة في المجتمع، لكنها قد تواجه ظروفا من التضييق عليها ومنعها من وسائلها السلمية للدعوة، ومن النضال الدستوري كحق أساسي لها، فتواجه هذا بالصبر الإيجابي ومزيد من التماسك والتربية للصف الداخلي، والاهتمام بالدعوة الفردية والتأثير في المجتمع بالقدوة العملية، واتخاذ الوسائل المناسبة لإبلاغ الدعوة وتربية الأفراد، ولا تتخلى عن منهاجها وطريقها ومبادئ دعوتها، ولا تلجأ للعنف وتتحمل كل ذلك التضييق وتواجهه حتى تزول المحنة.

5- وأن تصل الجماعة إلى مرحلة قيادة المجتمع وريادته، وتصبح الدعوة والجماعة أمل الأمة حقيقة لا كلاما، فتتبنى مطالب الجماهير، وترسّخ فيها مبادئ الإسلام وأهدافه، فتنادى بها الأمة وتتمسك بها، وتبرز في المجتمع رموز وكوادر الجماعة في كل موقع، فتلتف حولها الجماهير وترتبط بها وتتفاعل معها تفاعلا إيجابيا.
ويتم التعاون مع كل من يدعو للإصلاح، والتنسيق بين المخلصين والمصلحين – أفرادا أو جماعات – مع توجيه الدعوة إليهم جميعا ليناصروها عن فهم واقتناع، وننتظر دورة الزمن ليدرك هؤلاء أنها الدعوة الأشمل والأعمق فيلحقون بها وينضوون تحت لوائها إن شاؤوا، وتصبح دعوة الإخوان هي قلب الأمة وعقلها وأملها.

5- عندما يتحقق هذا بالدرجة المطلوبة المقدر لها، ومع تحقق البعد العالمي للدعوة من المساندة المعنوية من شعوب الأمة الإسلامية وقوى الإصلاح فيها .. عندها تقدم الجماعة على الخطوة الأساسية، فتنحاز إليها السلطة التنفيذية في ظل هذا الواقع الجماهيري والمؤسسي المطالب بالإسلام والمساند للجماعة .. وهذا الانحياز للسلطة إلى منهج الإسلام وإلى رغبة الشعب الذي تقوده الدعوة سوف يتم بإذن الله، سواء باختيارها أو بالانحياز العملي الواقعي لآليات السلطة دون عنف.
إن العمل السياسي والثقافي والاجتماعي والخدمي والتربوي والدعوي لكل شرائح المجتمع ومؤسساته يؤدي إلى انحياز الرأي العام للجماعة ولدعوتها، وأن تحوز الجماعة على ثقته وأغلبيته، وبالتالي ينحاز إليها عمليا الشارع والحي والقرية والمؤسسة والهيئات النقابية والمهنية والسياسية، ويصبح على الحكومة القائمة أن تنحاز هي أيضا للرأي العام فتسلم الأمر للجماعة التي انحاز لها المجتمع، فأصبحت هي الموجهة والمؤثرة والفاعلة فيه، متآلفة ومتعاونة مع كل الفئات والشرائح.
فإذا أصرت البقايا الموجودة في سلطة التنفيذ على الرفض والإذعان لمطلب الجماهير وأخذت في الإيذاء والاعتداء والمقاومةن تكون بذلك هي المعتدية الخارجة على المجتمع ورأيه العام. وأصبح لزاما على الجماعة أن ترد هذا الاعتداء – الذي لم تكن البادئة فيه بل ستصبر وتحتسب – وستدافع عن المجتمع واختياره للمنهج الإسلامي.
يقول الإمام: (أقول لهؤلاء المتسائلين: إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة. وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أولا، وينتظرون بعد ذلك ثم يقدمون في كرامة وعزة، ويتحملون كل نتائج موقفهم هذا بكل رضاء وارتياح).
ويقول أيضا: (نحن دعاة حق وسلام، نعتقده ونعتز به، فإن ثرتم علينا ووقفتم في طريق دعوتنا، فقد أذن الله أن ندفع عن أنفسنا، وكنتم الثائرين الظالمين).
يقول الإمام: ( ... ولن نيأس أبدا ولنا في الله أعظم الأمل (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (يونس: 21)).

معالم حول
آليات التكوين والتربية للفرد والمجتمع:
1- إن الإعداد لهذا الصف وتلك الركائز لا يتم بين يوم وليلة بل هو يحتاج إلى تربية عميقة، وتكوين الدقيق ليصل إلى المستوى الإيماني الذي يستحق نصر الله بالتمكين له، وأن يكون قادرا على تحمل الأعباء والضغوط بعد التمكين.
2- إن هذا التكوين لا يتم بمعزل عن الواقع والحركة – حتى يدعى أحد أنه يتم بانعزال الأفراد – بل إن الحركة بالدعوة والتفاعل الإيجابي مع الواقع هو جزء أساسي منها، ومن خلال هذا الواقع وتلك الحركة يتم نضوج الأفراد واستواء سلوكها واختباره، (فحركتنا منضطبة بعقيدتنا وعقيدتنا تنمو بحركتنا).
3- وهذا الانتقاء والتكوين للركائز عملية مستمرة، لا تقف عند مرحلة معينة أو حتى عند قيام الدولة، بل هي مستمرة استمرار الجماعة لتحقيق الأهداف الكبرى حتى أستاذية العالم وهي ضرورية للحفاظ عليها.
4- إنه لابد من التفاعل والتواصل بين الركائز الوليدة الجديدة والركائز القديمة ليتم التواصل والتلاحم والوحدة، وبهذا تتواصل الأجيال ويتم توريث الدعوة باستمرار وباستقامة على المنهج دون انحراف، فهذا النمو للصف والتفاعل بين ركائزه عملية مستمرة لا تنقطع سواء قبل التمكين أو بعده.
5- إنه لا بديل عن منهج التربية والتكوين لهذا الصف، وتلك الركائز، حتى يصل إلى المستوى الإيماني المطلوب والمؤهل للتمكين، ويتم معه تهيئة الأمة وإعدادها لهذه المرحلة، فعندها يهيئ الله من الأسباب ما يبارك في خطوات هذا الصف فتقوم الدولة.
يقول الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله: (وقد أثبتت الأحداث والأيام أنه بقدر الاهتمام بالتربية تتحقق الأصالة للحركة الإسلامية واستمراريتها ونموها، ويكون التلاحم بين الأفراد ووحدة الصف، والتعاون والإنتاج المبارك .. فالتربية دور أساسي مطلوب منا ولنا).

ولا يقف الأمر عند مجرد التكوين الفردي للركائز، بل لابد من التربية لهذا المجتمع وصبغه بالصبغة الإسلامية العامة وكسبه لصالح الفكرة الإسلامية، ومناصرته للدعوة وإعداده ليكون مؤهلا لقيام الحكم الإسلامي، والتجاوب والتفاعل معه وحمايته والدفاع عنه ..
وبدون هذه التهيئة للمجتمع وشرائحه المختلفة وبدون انتشار الدعوة وركائزها في كل مؤسسة وكل شريحة وكل شارع وكل قرية لا يكون الأمر قد تهيأ.
(فالإخوان أعقل وأحزم من أن يتقدموا لمهمة الحكم ونفوس الأمة على هذا الحال، فلابد من فترة تنتشر فيها مبادئ الإخوان وتسود ويتعلم فيه الشعب كيف يؤثر المصلحة العامة على المصلحة الخاصة).
(أيها الإخوان لا تستعجلوا، فلا يزال الوقت أمامكم فسيحا).
(الإقناع ونشر الدعوة بكل وسائل النشر حتى يفقهها الرأي العام ويناصرها عن عقيدة وإيمان).
(انشروا الفكرة في كل محيط يتصل بكم: في الحوانيت والشوارع والبيوت والمساجد والمقاهي والمجالس العامة والخاصة وفي القرى والريف وفي المدن والعواصم وفي المصانع والمعامل والحقول والمدارس ...).
(اجعلوا في كل شارع جماعة إخوانية، وفي كل قرية كتيبة قرآنية، وفي كل مدينة راية محمدية، وفي كل فج من الفجاج أخا يهتف بمبادئكم وينادي بتعاليمكم ويعطي كلمتكم ويبايع بيعتكم).
ولابد لهذا الشعب من تحقيق وحدته وتآلفه، والحفاظ على مصادر قوته وأن يناصر الدعوة عن فهم واقتناع، وأن يلتف حول أفرادها ورموزها بحب ووفاء، وأن تعالج فيه مظاهر السلبية والضعف، وأن تبنى فيه الإرادة القوية، والوفاء الثابت، والتضحية العزيزة، والمعرفة الصحيحة بالمبدأ والإيمان به والتمسك والثبات عليه، وأن يصطبغ بالأخلاق الفاضلة وصفات الرجولة الصحيحة).
وبهذا يسير التكوين للركائز متوازيا مع العمل والنشاط العام وتربية الشعب والمجتمع وإيصال الدعوة، وكسب الأنصار في كل المؤسسات .. فتسير هذه المراحل أو المحاور من التعريف والدعاية، والتكوين والإعداد، والعمل والتنفيذ .. متساندة واضحة الخطوط والمعالم.

يقول الإمام الشهيد: (إن كل دعوة لابد لها من مراحل ثلاث:
مرحلة الدعاية والتعريف والتبشير بالفكرة وإيصالها إلى الجماهير من طبقات الشعب..
ثم مرحلة التكوين وتخير الأنصار وإعداد الجنود وتعبئة الصفوف من بين هؤلاء المدعوين ..
ثم بعد ذلك كله مرحلة التنفيذ والعمل والإنتاج.
وكثيرا ما تسير هذه المراحل الثلاث جنبا إلى جنب، نظرا لوحدة الدعوة وقوة الارتباط بينها جميعا: فالداعي يدعو وهو في الوقت نفسه يتخير ويربى، وهو في الوقت عينه يعمل وينفذ كذلك).

(ولكن لا شك في أن الغاية الأخيرة أو النتيجة الكاملة لا تظهر إلا بعد عموم الدعاية وكثرة الأنصار ومتانة التكوين).
(ولا زلنا ندعو وسنظل كذلك حتى لا يكون هناك فرد واحد لم تصله دعوة الإخوان المسلمين على حقيقتها الناصعة وعلى وجهها الصحيح).

6-يجب ألا يشغلنا الآخرون عن أنفسنا والعناية بها – سواء كانوا يمدحون أو ينتقدون – يقول الإمام:
(وستسمعون أن هيئة من الهيئات تتحدث عنكم، فإن كان الحديث خيرا فاشكروا لها في أنفسكم ولا يخدعنكم ذلك عن حقيقتكم، وإن كان غير ذلك فالتمسوا لها المعاذير، وانتظروا حتى يكشف الزمن الحقائق، ولا تقابلوا هذا الذنب بذنب مثله، ولا يشغلنكم الرد عليهم عن الجد فيما أخذتم أنفسكم بسبيله).
(وثقوا أن ذلك لن يصرف عنكم أحدا ولن يضركم أن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور).
(وإن خير طريق نسلكها ألا يشغلنا الالتفات إلى غيرنا إلى الالتفات إلى أنفسنا، إننا في حاجة إلى عدة وإلى تعبئة وإن أمتنا والميادين الخالية فيها محتاجة إلى جنود وإلى جهاد، والوقت لا يتسع لنتطلع إلى غيرنا ونشتغل به).
ويقول أيضا: (إن هذه الطريق مهما طالت فليس هناك غيرها في بناء النهضات بناء صحيحا وقد أثبتت التجربة صحة هذه النظرية).
ويقول الإمام الشهيد: (لقد خاطبت المتحمسين منكم أن يتريثوا وينتظروا دورة الزمان، وإني لأخاطب المتقاعدين أن ينهضوا ويعملوا فليس مع الجهاد راحة (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) (العنكبوت: 69) وإلى الأمام دائما).
ويقول المرشد العام السابع الأستاذ محمد مهدي عاكف لتلك الأنظمة والحكومات التي تضيق على الدعوة:
(ولن يستطيع أحد – بإذن الله – أن يحتوي دعوة الإخوان المسلمين، ونحن على مصالح بلادنا حريصون، وبالحكمة وبالمنهج السلمي إلى آخر الدرب سائرون، نرعى الله في أمتنا وفيكم، فهلا كففتم أيديكم وتنازلتم لإرادة أمتكم ونزلتم على رغبتها في الإصلاح، فإن أبيتم فإن الله فوق الجميع ويسمع ويرى، وإنا على دربنا لسائرونـ وعليكم لصابرون، حتى يفتح الله بيننا وبينكم بالحق وهو خير الفاتحين، واحذروا الفتن، ووالله إنكم بين يدي الله لمسؤولون، نسأل الله لنا ولكم الهداية، اللهم هذا بلاغنا، اللهم فاشهد).
وينصح الإخوان في مواجهة ذلك:
( ... أن تصبروا على درب الجهاد والتضحية، وأن تتحمل مسؤوليتها أمام ربه، وحيال أمتها، فلا تكاسل ولا خور ولا تهور ولا صدام، ولكن وعي وهمة وتفاعل ومطالبة دائما بالحق المشروع، وبالحكم الصالح الراشد وبالإصلاح المنشود).

مستهدفات تربية المجتمع في آلية إقامة الدولة:
نعيد تأكيد القول وترتيبه في هذا الشأن في تلك النقاط:
إن التهيئة والتربية المطلوبة لابد أن تشمل على:
1- تربيته وتعليمه ما هي حقوقه، وكيف يطالب بها وينالها ويحافظ عليها.
2- أن يستطيع أن يميز بين: الرموز والكوادر المخلصة، وبين رموز الفساد وأصحاب المطامع الشخصية، فلا تخدعه العبارات والشعارات المزيفة.
3- أن يصبغ في عمومه بصبغة الإسلام في أخلاقه وعباداته وقيمه ومعاملاته وأن يزداد ارتباطا بالقرآن والمسجد.
4- أن ينحاز رأيه العام لشريعة الإسلام والمطالبة بها.
5- أن يتعلم كيف يضحي ويصبر في سبيل مبادئه التي يؤمن بها.
6- أن يلتف حول الجماعة ورموزها، ويناصرها عن فهم واقتناع وحب، ويتجاوب مع أهدافها، ويتعاون معها في كل مجالات الإصلاح بالمجتمع.
7- أن يستشعر أنه جزء من أمة الإسلام فيعيش قضاياها ويناصرها.

والجماعة لا تقصر حركتها على الأغلبية المسلمة، وإنما تمتد آثارها ودعوتها لكل فئات المجتمع وأقلياته، وذلك لتحقيق السلام الاجتماعي والوحدة الوطنية التي هي من مبادئ الإسلام وقيمه.
إن هذه التهيئة والتربية المطلوبة للمجتمع هي الضمان الأساسي لعدم انحراف الحاكم أو أي فئة تصل للحكم إذا أرادت أن تخدعه بالشعارات أو أن تنقلب على حقوقه ومبادئه، وتزيف إرادته، وهي كذلك – أيضا – الضمان لثبات الحكم واستقراره، فإن قيام الحكم الإسلامي في الأمة – حكما حقيقيا كاملا – لن يقابل بترحيب عالمي من قوى الاستكبار والاستعمار الغربي، وإن آجلا أو عاجلا سيصطدم مع مصالحهم وأطماعهم التي لا يمكن أن تلتقي أبدا مع أهداف الإسلام ومصلحة أمته، وسوف يتعرض الحكم الإسلامي لمضايقات شديدة مثل الحصار الاقتصادي والسياسي، ومثل حملات التشويه والتشكيك، وقد تصل إلى الدخول معه في ضغوط أو معارك شديدة .. إلخ.
مما ينعكس على أفراد الشعب، ويتطلب منهم الصبر وتقديم التضحيات واحتمال صور مختلفة لذلك من التقشف، ويتطلب منهم أيضا الوعي والبصيرة، والمزيد من الالتفاف حول الحكم الإسلامي ورموزه وقياداته عن قناعة وحب، والدفاع عنه ضد المؤامرات الداخلية والخارجية، وتقديم التضحيات عن طيب خاطر، مما يتطلب منه – كما ذكر الإمام الشهيد – توفر الإرادة والعزيمة القوية لما آمن به، وإلى التمسك والوفاء بما عاهد عليه، وإلى التضحية والصبر على ذلك مهما عظمت، وإلى البصيرة والوعي والمعرفة بالمبدأ والطريق، فلا ينخدع أو يتأثر بالدعايات المغرضة أو يقبل المساومة، أن الانحراف عن مبادئه وعقيدته، وبدون هذه التهيئة وتلك التربية للشعب والأمة يصبح استقرار الحكم الإسلامي وضمان استمراره أمرا مهزوزا أو مشكوكا فيه عندما يواجه بالأعداء ويتعرض للضغط منذ أول يوم.

والإمام الشهيد لا ينتظر حتى تنتهي المراحل الأولى ثم يبدأ بعدها العمل للمرحلة الأخيرة من إقامة الحكومة والخلافة وأستاذية العالم، إنما منذ البداية في تكوين الفرد والمجتمع، يمهد لهذه الأهداف العليا، ويضع بذور وقواعد تلك الأهداف في آليات تحقيق الفرد المسلم والمجتمع المسلم، لتمتد جذورها وتنمو مع حركة الدعوة، فعندما يأتي توقيت تحقيقها يكون قد أقام قواعدها وأساسها في الفرد والمجتمع، وتدرج في بنائها بخطوات متصلة ووسائل متدرجة منذ البداية.

متطلبات زيادة تأثير قوة الدعوة
يشير الإمام الشهيد – في أكثر من موضع - إلى عوامل قوة تأثير الدعوة التي يجب أن تتصف بها، لتحقيق أهدافها بالمجتمع، ومنها:
1- مدى الإيمان بالدعوة وأهدافها.
2- العمل على نشر الدعوة وتوضيحها بشتى الوسائل والوصول بها إلى كل المجالات والشرائح، والتعامل الجيد معها.
3- أن نكون نماذج وقدوة صالحة لما ندعو الناس إليه، والتمسك بكتاب الله والعمل به.
4- أن نكون: صفا مترابطا، ويدا واحدة، وقلبا واحدا، واتجاها واحدا، وأن نحرص في المجتمع على ائتلاف القلوب واجتماع الكلمة ووحدة الأمة.
5- أن نضحي ونصبر على ما نلقاه من معوقات وأذى، ونحتسب ذلك في سبيل الله، متجردين لله في دعوتنا، ومتبرئين من كل عجب أو غرور.
أهمية المراجعة والتخطيط:
يشير الإمام الشهيد إلى أهمية المحاسبة الذاتية، والمراجعة لأنفسنا ولحركتنا، سواء على المستوى الفردى أو المستوى الجماعى، والتخطيط الجيد للمستقبل، واتخاذ الإجراءات العملية لمعالجة الأخطاء، وإقالة العثرات واستدراك ما فات، وأن نسارع بالعمل والتخطيط، فتتحكم في الظروف والأحداث، لا أن تفرض نفسها علينا، دون استعداد منا.
ويشدّد الإمام الشهيد على أهمية المناخ الذي يتم فيه ذلك، من: روح الحب والأخوة، وروح الثقة في القيادة، وفى المنهاج والطريق، وروح الأمل واليقين بعون الله ونصره، وأهمية الإعداد النفسى والقلبى في هذه المراجعة أو المحاسبة وفى ذلك التخطيط، من صفاء القلوب، وتسامح النفوس، ومناخ التناصح والتغافر، والنية الصالحة، والعزيمة القوية الماضية التي لا تعجز أمام المعوقات، ولا تنهار في مواجهة الضغوط، ولا تجزع أمام الأخطاء والعثرات.
وأن يرتبط الأخ في ذلك كله بالله - عز وجل - واللجوء إليه، وطلب العون منه.
يقول الإمام الشهيد في ذلك:
« علينا أن نحاسب أنفسنا على الماضى وعلى المستقبل، من قبل أن تأتى ساعة الحساب، وإنها لآتية..
على الماضى: فنندم على الأخطاء، ونستقيل العثرات، ونقوِّم المعوج، ونستدرك ما فات، وفى الأجل بقية، وفى الوقت فسحة لهذا الاستدراك..
وعلى المستقبل: فنعد له عدته من: القلب النقى، والسريرة الطيبة، والعمل الصالح، والعزيمة الماضية السباقة إلى الخيرات..
وإن المؤمن - أبدا - بين مخافتين، بين عاجل قد مضى، لا يدرى ما الله صانع فيه، وبين آجل قد بقى، لا يدرى ما الله قاضٍ فيه »
نقلا من كتاب : المسار، للأستاذ / محمد أحمد الراشد .
ويقول الأستاذ مصطفى مشهور - رحمه الله -:
« والأمر الطبيعى أن يسير العمل لتحقيق التمكين لدين الله في الأرض بإقامة الخلافة الإسلامية وفقا لتخطيط دقيق، وألا يكون ارتجاليا أو ردود أفعال، فيقسم الهدف الكبير إلى أهداف مرحلية، وتوضع الخطة لكل منها والوسائل اللازمة ويتابع التنفيذ وهكذا...
وذلك يلزمه دراسة الظروف القائمة ومعرفة الإمكانيات اللازمة وتحديد الذين سيقومون بالتنفيذ والمدة المناسبة لإتمام التنفيذ، وافتراض الاحتمالات المتوقعة التي قد تؤثر عليه وكيفية مواجهتها « إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه »..
والتطوير والتجديد أمر مطلوب يحث عليه الإسلام للترقى في أساليب العمل ووسائل الحياة.. «إن الله كتب الإحسان على كل شيء » وفتح له أبوابا كثيرة.. « الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ».. طالما كان ذلك في حدود تعاليم الإسلام وآدابه.. « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد »..
ويلزم أن يوضع في الاعتبار عندما نقوم بدورنا في التخطيط والتطوير الإدارى لميدان الدعوة أننا نتعامل مع قلوب ونفوس، وأن القلوب بيد الله، فقد يتيسر فتح مغاليق بعضها ويستعصى البعض الآخر، والتوفيق من الله، فقد يجرى الله خيرا كثيرا على يد فرد، وقد لا يتحقق مثله على أيدى أفرادا عديدين..
إن الأمور كلها بيد الله، فلا يظن أحد أن التخطيط يتعارض مع كون الأمور كلها بيد الله، فالله تعالى أمرنا بالعمل والأخذ بالأسباب، أما النتائج فموكول أمرها إلى الله، والتخطيط أخذ بالأسباب، ونحن في ذلك نتوكل على الله..والتوكل هو أن نأخذ بالأسباب ثم لا نعول عليها ونكل الأمر لله».
رسالة الرؤية الواضحة للأستاذ مصطفى مشهور، ص 40،41.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كريم بن رمضان
مشرف
مشرف
كريم بن رمضان


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1846
عدد النقاط : 2062
تاريخ التسجيل : 28/11/2009

مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة   مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالجمعة مارس 26, 2010 3:48 pm

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله وسلم
جزاك الله تعالى اخي عت هذا المضوع
ارى و الله اعلم ان اساس التغيير في فكر الجماعة هو الايمان العميق بالفكرة لذى وضع الامام الشهيد قدس الله سره اركانا عشر و جعل للركن الاول **الفهم** عشرين بند ولو كان العاملين في حقل الدعوة ايمانا عميقا بالفكرة ما اتهمت الحركة في الجزائر و ما حدث ما حدث
و لي ملاحظة بعد الاذن : لو قسمت هذا الموضوع الى حلقات لكانت الفائدة اكثر و لستقينا معان بين السطور و وفقك الله تعالى و ايانا الى ما فيه خير العباد و البلاد و الله اكبر و لله الحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صاحب قضية
عضو
عضو



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 36
عدد النقاط : 98
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الموقع : http://as7ab.maktoob.com/alfahm

مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة   مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالسبت مارس 27, 2010 12:04 am

لم أشأ تقسيمه لأنني عرضته كما ورد في رسالة الاخوان ليقدم كاملا غير مجزوء و قدمته كمشروع فهو كالرؤية لحركتنا .

و هو لأهل العزائم قليل .
مشكور على الملاحظة نفع الله بك
أخوك : أبو سمية صاحب قضية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الإخوان
مشرف عام
محب الإخوان


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 423
عدد النقاط : 663
تاريخ التسجيل : 12/08/2009

مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة   مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة Emptyالأحد مارس 28, 2010 9:58 am

بارك الله في الأخ صاحب القضية على هذا المفهوم الذي بموجبه نشأة كلمة الدعوة والتغيير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفهوم التغيير و آليته في فكر الحماعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من قوانين التغيير
» مكتبة الدعوة و التغيير
» لماذا نيأس من الإصلاح و التغيير ؟
» منهج النبي في التغيير والإصلاح
» منهج النبي في التغيير والإصلاح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى أنصار الدعوة والتغيير :: منتدى أحباب حركة الدعوة والتغيير-
انتقل الى: