منتدى أنصار الدعوة والتغيير


عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
السلام عليكم ورحمة الله
يرجي التكرم بتسجبل الدخول من هنا اذا كنت عضو معنا
او التسجيل من هنا ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
وإن تواجه أي مشكل في الدخول أو التسجيل إتصل بنا على
nahnah1990@hotmail.com
skype أو على
baraa500

من يشتري الجنة؟ P6121511

منتدى أنصار الدعوة والتغيير


عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
السلام عليكم ورحمة الله
يرجي التكرم بتسجبل الدخول من هنا اذا كنت عضو معنا
او التسجيل من هنا ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
وإن تواجه أي مشكل في الدخول أو التسجيل إتصل بنا على
nahnah1990@hotmail.com
skype أو على
baraa500

من يشتري الجنة؟ P6121511

منتدى أنصار الدعوة والتغيير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى أنصار الدعوة والتغيير

ممثلي الإخوان المسلمين في الجزائر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الشيخ مصطفى بلمهدي

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لماذا نصعب على أنفسنا الطريق ؟
من يشتري الجنة؟ Emptyالأحد فبراير 03, 2013 1:16 pm من طرف أبو مسلم خالد المصري

» إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة.
من يشتري الجنة؟ Emptyالأحد فبراير 03, 2013 12:57 pm من طرف أبو مسلم خالد المصري

» جماعة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف يتقنونه بالأموال ... والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر يتقنونه بالأجر
من يشتري الجنة؟ Emptyالأحد فبراير 03, 2013 12:50 pm من طرف أبو مسلم خالد المصري

» حفلات طيور الجنة في مصر 2012
من يشتري الجنة؟ Emptyالجمعة أغسطس 10, 2012 2:57 pm من طرف بنوتة مصرية israa

» رجاء البنا تنتظر ترحيبكم فهل من مرحب ؟
من يشتري الجنة؟ Emptyالإثنين يوليو 23, 2012 2:51 pm من طرف المحامي علي الصياء

» لم يهرب مثل بن علي ولم يسجن كمبارك
من يشتري الجنة؟ Emptyالأربعاء يونيو 20, 2012 1:21 pm من طرف احمد رجب

» مواعظ الرّجل الحكيم في تبيان الّنهج القويم
من يشتري الجنة؟ Emptyالثلاثاء مايو 08, 2012 12:45 pm من طرف أبو شهد

» حركة مجتمع السلم المدرسة
من يشتري الجنة؟ Emptyالإثنين فبراير 20, 2012 6:05 am من طرف lakhdar

» بشائر الفضل الإلهى فى العقيدة
من يشتري الجنة؟ Emptyالإثنين فبراير 13, 2012 9:50 am من طرف نور فؤاد

» الدعاء بظهر الغيب لقيادة التغيير
من يشتري الجنة؟ Emptyالأحد ديسمبر 18, 2011 2:28 pm من طرف اابو العابد

» القدس في العيون نفنى ولا تهون
من يشتري الجنة؟ Emptyالثلاثاء ديسمبر 06, 2011 2:35 pm من طرف اابو العابد

» [co سعيد[/color=orange]عام هجري جديد بثوب عربي ربيعيlor]
من يشتري الجنة؟ Emptyالأحد نوفمبر 27, 2011 12:53 pm من طرف الدعوة والتغيير*اسطاوالي*

مخطط لتقسيم الأقصى

أدعم الشيخ القرضاوي
موقع كتائب عز الدين القسام
تضامن مع الأسري
المخيم الوطني للفتات 2010
نساء من أجل فلسطين
أهم الجرائد الوطنية
أهم الجرائد الوطنية














أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
كريم بن رمضان - 1846
من يشتري الجنة؟ Vote_rcapمن يشتري الجنة؟ Voting_barمن يشتري الجنة؟ Vote_lcap 
أنوار الإسلام - 1548
من يشتري الجنة؟ Vote_rcapمن يشتري الجنة؟ Voting_barمن يشتري الجنة؟ Vote_lcap 
سيف الإسلام - 483
من يشتري الجنة؟ Vote_rcapمن يشتري الجنة؟ Voting_barمن يشتري الجنة؟ Vote_lcap 
محب الإخوان - 423
من يشتري الجنة؟ Vote_rcapمن يشتري الجنة؟ Voting_barمن يشتري الجنة؟ Vote_lcap 
الدعوة والتغيير*اسطاوالي* - 375
من يشتري الجنة؟ Vote_rcapمن يشتري الجنة؟ Voting_barمن يشتري الجنة؟ Vote_lcap 
بوسلماني - 311
من يشتري الجنة؟ Vote_rcapمن يشتري الجنة؟ Voting_barمن يشتري الجنة؟ Vote_lcap 
زينب الغزالي - 301
من يشتري الجنة؟ Vote_rcapمن يشتري الجنة؟ Voting_barمن يشتري الجنة؟ Vote_lcap 
ريحانة الاقصى - 295
من يشتري الجنة؟ Vote_rcapمن يشتري الجنة؟ Voting_barمن يشتري الجنة؟ Vote_lcap 
أم هبة - 252
من يشتري الجنة؟ Vote_rcapمن يشتري الجنة؟ Voting_barمن يشتري الجنة؟ Vote_lcap 
الحركي - 231
من يشتري الجنة؟ Vote_rcapمن يشتري الجنة؟ Voting_barمن يشتري الجنة؟ Vote_lcap 

 

 من يشتري الجنة؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
larbi.zermane
عضو
عضو



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 13
عدد النقاط : 39
تاريخ التسجيل : 18/09/2009

من يشتري الجنة؟ Empty
مُساهمةموضوع: من يشتري الجنة؟   من يشتري الجنة؟ Emptyالثلاثاء فبراير 02, 2010 4:02 pm

ن الحمد لله, نحمده ونستعينه, ونستغفره ونستهديه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, إنه من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
وبعد...
استوقفتني كلمة جميلة لأبي هريرة - رضي الله عنه - توضح جانبًا من حياة ذي النورين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - .. فقد أخرج الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه (متحدثًا عن عثمان):
"اشترى عثمان الجنة من النبي صلى الله عليه وسلم مرتين..!!"
وقد نسأل أنفسنا: بأي ثمن اشترى عثمان الجنة؟؟!
إن لشراء الجنة طرقًا كثيرة:
قد تشتري الجنة بركعتين خاشعتين في جوف الليل..
قد تشتري الحنة بكلمة حق.. تردُّ ظالمًا.. أو تنتصر لمظلوم..
قد تشتري الجنة بصيام يوم حارٍّ في سبيل الله..
وقد تشتريها ببسمة ودٍّ صافية في وجه أخيك..
.. أو مسحة كفٍّ حانية على رأس يتيم....
حقًّا يا إخواني.. ما أكثر طرق شراء الجنة!
ولكن.. أيَّ هذه الطرق سلك عثمان؟؟
والجواب.. عند أبي هريرة.. يقول:
".. حين حفر بئر رومة! وحين جهز جيش العسرة..!"
في كلتا المرتين - وفي غيرهما - سلك عثمان في شرائه للجنة طريقًا تميَّز به كثيرًا طوال حياته رضي الله عنه.. ذلكم هو طريق:
"الجهاد بالمال.."
ومما لا شكَّ فيه.. أن الجهاد بالمال من أهم طرق شراء الجنة..
الجهاد بالمال عبادة تحتاج إليها كل قضايا المسلمين اليوم.. في فلسطين والعراق وغيرهما... فلا يُعقل أن يكون المسلمون صادقين في تعاطفهم مع إخوانهم المجاهدين في أي أرض إسلامية محتلة.. دون أن يكون لهذا التعاطف صدًى واقعي مادي.. فلا يعرف التاريخ قضايا نُصرت بالتعاطف المجرد، أو بالكلمات المنمقة والشعارات الرنانة..
ولا يُعقل أيضًا أن يتحمل فريق من أمة الإسلام وحده عبء صد العدو وتحرير الأرض بالمال والنفس جميعًا.. بينما يكتفي سائر المسلمين بالمراقبة لما يحدث والتعاطف السلبي - إن وصل الأمر للتعاطف السلبي - دون أن تتعدى المشاركة هذه الشكليات إلى دعم مادي يساهم بفعالية في إخراج المسلمين من أزماتهم!
في هذه الأسطر نحاول - إن شاء الله - إلقاء الضوء على قضية الجهاد بالمال.. كطريق من طرق شراء الجنة.. وكعنصر أساسي من عناصر التضحية في سبيل الله.. لا يُرجى نصر للأمة - لا في فلسطين ولا في غيرها - إلا برسوخه في وجدان المسلمين وسلوكهم..
وغني عن البيان أن لدعم قضايا المسلمين مقومات أخرى - إلى جانب الجهاد بالمال - كوضوح الرؤية, وقتل الهزيمة النفسية.. فضلاً عن تثبيت دعائم الإيمان وتقوية الروابط بين المؤمنين..
ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
لقطات.. قبل البداية..
اللقطة الأولى: رجل يعول أسرة مكونة من عشرة أفراد.. يعمل خارج مدينته.. يخرج كل يوم إلي عمله فإذا بالمعابر مغلقة والمدينة محاصرة... فيعود إلى أهله خالي الوفاض!!
اللقطة الثانية: شيخ يمتلك متجرًا.. لا يستطيع أن يفتحه إلا قليلاً؛ فالحالة الأمنية حرجة جدًا, وأبناء يهود يعيثون في الأرض فسادًا.. وإذا فتحه يومًا لا يشتري منه إلا القليل؛ فالمال قد قل في الأيدي, والفقر قد عمَّ في الأرض...
اللقطة الثالثة: خمس عائلات قُصف منزلهم, وبُدّد متاعهم, وضاعت أملاكهم.. وهم يبحثون عن مأوى وقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت...
اللقطة الرابعة: عائلة مكونة من أب وأم تجاوزا الستين, وتسعة أبناء: أكبرهم في السادسة والعشرين.. أما الأب فلا يعمل, والابن هو من يعول الأسرة.. خرج هذا الابن في مسيرة غاضبة يحمل حجراً يواجه اليهود.. فإذا به يتلقى رصاصة في صدره فيلقي ربه.. وتفقد العائلة عائلها!!
ولقطة خامسة: رجال من أمتنا مجاهدون صابرون.. باعوا أرواحهم لله, واشتروا الجنة.. يريدون سلاحًا أقوي من الحجر.. لكن هذه ظروف ارتفع فيها ثمن السلاح, وقلت مصادره, وقد لا يُشترى إلا من يهودي بأضعاف أضعاف ثمنه, والرجال المجاهدون لا يستطيعونه.. فيتركون السلاح, ويحملون الحجر....
إخواني في الله.. أتظنون هذه اللقطات نادرة؟! أتظنون أننا بذلنا مجهودًا حتى نجدها؟؟! كلا, والله.. هذه لقطات متكررة في كل مدينة.. في كل قرية.. في كل شارع.. بل في كل بيت.. هذه هي فلسطين.. الأرض المقدسة.. وهؤلاء هم إخواننا وآباؤنا وأمهاتنا وأبناؤنا... هذه لقطات تحتاج إلى تفاعل.. تلتقي جميعًا في احتياجها إلى علاج واحد.. هو الجهاد بالمال.
وأنا أعلم أن الحديث عن بذل المال ليس بالحديث المحبب إلى النفوس؛ ذلك أن حب المال والضن به جزء من فطرة هذه النفوس.. وما أسهل الكلام المجرد مهما علت حرارته طالما كان الأمر بعيدًا عن إخراج المال وبذله.
أخي الكريم إذا كنت، تشعر في قلبك بحب شديد للمال, وتعلق كبير به, ورغبة في الاحتفاظ به وتنميته.. فاعلم أن هذا شيء طبيعي تمامًا.. بل إن العجيب ألا تشعر بذلك! هذا التعلق بالمال أمر لا يتعارض بالمرة مع الفطرة السليمة, وأنا أعذرك تماما في هذا الحب للمال؛ لأنه فطرة.. بل إن رسول الله صلي الله عليه وسلم يعذرك! بل إن الله عز وجل ذاته يعذرك!! لا تتعجب, وتعال نسبح سوياً في آيات الله عز وجل.. أرأيت قوله تعالي في وصفه لبني آدم: "وتحبون المال حبًا جمًا" (سورة الفجر ـ آية 20) وحتى إن لم تعرف المعنى الدقيق لكلمة: "جَمًّا.." فإنك ستفهم مقصودها.. هكذا بثقلها: "جَمًّا!!".. يقول ابن كثير في معناها: "جَمًّا" أي: كثيراً فاحشاً.. أي أن الإنسان جُبِلَ علي حب المال حبًا كثيرًا فاحشاً!! هذا وصف الله الخبير بما خلق.. العليم ببواطن النفس, وما تخفي الصدور.. انظر إلي حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يكشف بوضوح أسرار النفس البشرية... إنه رسول عظيم.. طبيب ماهر، صلي الله عليه سلم! يضع إصبعه بسهولة علي موطن الداء, ويصف بلسانه العذب كيف الدواء.. انظر إليه - صلي الله عليه سلم - (في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والطبراني رحمهما الله) عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه وأرضاه - قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر"!! فهكذا جُبل الإنسان علي حب المال ، والسعي وراءه. ثم يقول: "ولا يملأ بطن بن آدم إلا التراب, ويتوب الله علي من تاب".. انظر إلي روعة التشخيص في كلامه (صلي الله عليه سلم)! إن غريزة التملك, وغريزة الكنز, وغريزة السيطرة.. أمور داخلية أصيلة متشعبة في النفس متغلغلة في الوجدان.
وكم تعبنا من علماء صوروا لنا الصالحين كالملائكة ليست لهم نفوس البشر, لا يخطئون ولا يعصون لا يفترون عن عبادة ولا يركنون إلى راحة!.. وليس الأمر كذلك؛ فالإسلام دين يعترف بنقائص النفس البشرية فلا يوجد من لا أخطاء له إلا الله سبحانه وتعالى, ولا يوجد من لا شهوات لديه إلا الله سبحانه وتعالى..
ثم انظر إلى الآية الربانية العجيبة - وكل آيات الله عجيب - والله ما قرأتها إلا ووقفت مبهوراً أمامها, عاجزاً عن تخيل كل أبعادها.. يخاطب رب العزة جل شأنه بني آدم, فيقول: "قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي.. إذن لأمسكتم خشية الإنفاق, وكان الإنسان قتورا" (سورة الإسراء ت آية 100) سبحان الله! هل تتخيل خزائن الرحمة الإلهية؟ إنه لمن المستحيل أن تحيط بها.. إن السموات والأرض وما بينهما لأمر هين بسيط في هذه الخزائن الإلهية.. لو أن ابن آدم يملك هذه الخزائن, وتُرك لهواه وفطرته وطبيعته دون تعديل ولا توجيه ولا تهذيب.. ماذا يفعل؟ سيمسك خشية الإنفاق!! مع أن هذه الخزائن لا تنتهي.. ولن تنتهي!! لكن من فطرته الإمساك.. ".. وكان الإنسان قتوراً" يقول ابن عباس وقتادة (رضي الله عنهما): أي: "بخيلاً مَنُوعًا".
القضية - إذن - عسيرة, والإنفاق صعب, ولا يعجبني أبدا أن يتكلم الواعظ عن الإنفاق وكأنه أمر يسير بسيط.. من لم يفعله كان دليلاً علي فساد فطرته, أو ضياع دينه.. فالأمر عسير شاق بالفعل.. وإن كنت في شك من ذلك فأجبني: أي الشيئين أغلى: نفسك أم مالك؟ إن النفس أغلى دون شك, أما المال فيذهب ويجيء.. تذكَّر هذه المقارنة السابقة, ثم تأمل الآيات القرآنية التي جمع الله فيها بين النفس والمال في أمور الجهاد.. لقد قمت ببحث عن تلك الآيات, فكانت ثماني مرات!! وجدت فيها أمرًا عجيبًا.. لقد قدَّم الله المال على النفس سبع مرات؛ وكأنه أشق وأصعب:
"الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله.. وأولئك هم الفائزون" (سورة التوبة آية 20)..
"لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين" (سورة التوبة آية 44)..
الآية الوحيدة التي قدم الله فيها النفس علي المال كانت: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم.. بأن لهم الجنة" (سورة التوبة آية 111) إلى آخر الآية.. هنا قدم الله النفس لأنه سبحانه وتعالى الذي يشتري, ويعلم أيهما أغلى: النفس أم المال.. بمعنى أن الإنسان من شدة تمسكه بالمال قد يتحرج في الجهاد به أكثر من تحرجه في الجهاد بنفسه!!
ولهذا الأمر تطبيق كبير في الواقع.. وجدناه في أنفسنا وفي من حولنا.. وجدنا من يقدم كنز ماله على نفسه وراحتها ومتعتها!! قد يخاطر بسمعته من أجل المال, مع أن تلويث السمعة إيذاء للنفس! قد يخاطر بحريته من أجل المال, وتقييد الحرية إيذاء للنفس! قد يخاطر بإراقة ماء الوجه من أجل المال, وإراقة ماء الوجه إيذاء للنفس! بل قد يخاطر بإخوانه وأحبابه.. وحتى بأبنائه من أجل المال؛ يتركهم أعواما وأعواما.. يعمل بعيدا وحيدا حزينا من أجل المال, وترك الأهل والأحباب إيذاء للنفس!
وفوق كل ذلك.. قد يخاطر الرجل بحياته ونفسه من أجل المال, وهذا ليس مجرد إيذاء للنفس.. بل هو تضييع لها!! نشاهده كثيراً.. أرأيتم المرتزقة كيف يقاتلون في المعارك الضارية من أجل المال؟ أرأيتم السائق كيف يقود سيارته وهو يغالب النعاس, فلا يركن إلي راحة معرضًا حياته وحياة من معه للضياع من أجل المال؟ أرأيتم مريض القلب طبيبًا كان أو مهندسًا أو تاجرًا.. كيف لا يكف عن الإرهاق في عمله وهو يعلم أنه يعرض نفسه لموت من أجل المال؟؟..
حب المال - إذن - متغلغل تماما في النفس البشرية, مسيطر تماماً علي جنباتها.. لماذا؟ لماذا يخلق الله جلت قدرته وتعاظمت حكمته الإنسان علي هذه الجبلة؟ لماذا يفطره علي هذه الفطرة؟ ما الحكمة الربانية الجليلة وراء ذلك؟ هذا ما أسميه "فلسفة الابتلاء".. الله سبحانه وتعالي - بقدرته وحكمته - زرع في النفس أمورًا متأصلة فيها, وعظم جدًا حبها فيها.. ولما علم سبحانه وتعالى أنك أصبحت تحبها حبا جما, ولا تطيق لها فراقًا.. هنا طلب منك أن تبذلها في سبيله, وتنفقها من أجله.. حتى تثبت أنك تقدِّم حب الله علي حب شيء متأصل عميق في الفطرة, وهذا دليل الصدق في حب الله.. ولو طلب الله من الخلق بذل شيء بسيط زهيد لنجح في الاختبار الصادقون والكاذبون.. الأمر ليس تمثيلية هزلية.. الاختبار حقيقي وجاد.. بل هو عسير وشاق, ولكونه عسيرًا وشاقًّا فإن المكافأة سخية والجائزة عظيمة.. بل هي أعظم من أن يتخيلها البشر, أو تخطر علي أذهانهم.. إنها الجنة!! لو أدركتم حقيقتها لذبتم اشتياقًا إليها.. لو أدركتم حقيقتها ما طابت لكم حياة علي الأرض.. لو أدركتم حقيقتها ما خاطرتم بها, ولو كان الثمن خزائن الأرض وكنوز الدنيا بأسرها... ترجمة هذا أنك تجد في نفسك حبًّا فطريًّا, وميلاً غريزيًّا للمال, ثم يطلب الله منك أن تنفقه في سبيله.. هنا لا بد أن تعقد مقارنة سريعة حتمية في داخلك: أيهما تحب أكثر: المال..؟ أم الله؟! نعم يا إخوة, هذه هي الحقيقة بكاملها: المال.. أم الله؟؟! كل إنسان سيقول بلسانه: أختار الله على ما سواه.. لكن لابد أن يصدِّق العمل قول اللسان، وإلا فما معني الاختبار؟!
أنا أريد أن أحفزكم إلى معاكسة فطرتكم, ومخالفة ميلكم, ومقاومة غريزتكم.. وهو أمر من الصعوبة بمكان - كما ترون - ولأني أعلم أني أضعف من أن أحفزكم بقولي, فقد آثرت أن أحفزكم بقول العليم ببواطنكم.. الخبير بخفايا نفوسكم.. القدير علي تصريف قلوبكم... سأذكر لكم طريقة الله عز وجل في التحفيز على الإنفاق, وهي طريقة عجيبة فريدة معجزة, جديرة بأن تدرس بعمق, وتُفهَمَ بعناية, وهي طريقة تختلف كثيراً عن طريقته سبحانه وتعالى في التحفيز علي أمور الخير الأخرى.. طريقة تشعرك فعلا أن قضية إنفاق المال قضية محورية في مسألة الابتلاء و الاختبار, بل هي قضية محورية في إثبات صدق إيمان العبد.. ولكونه يعلم سبحانه أن إخراج المال شاق وعسير, فقد نوَّع في طريقته, وعلَّم رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم وسائل فريدة لتحفيز المسلمين نحو حب الإنفاق, والوقاية من شح النفوس..
كيف تحب الإنفاق في سبيل الله؟
أولاً: والثمن.. الجنة!
جعل الله سبحانه وتعالى الجنة نتيجة مباشرة لإنفاق المال.. فعلى سبيل المثال يقول سبحانه وتعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم, وجنة عرضها السموات والأرض.. أعدت للمتقين؛ الذين ينفقون في السراء والضراء, والكاظمين الغيظ, والعافين عن الناس, والله يحب المحسنين" (سورة آل عمران آية 133) فأول صفة تُذكر للمتقين: أنهم ينفقون في السراء والضراء! يقول ابن كثير رحمه الله: "أي: في الشدة والرخاء, والمنشط والمكره, والصحة والمرض... وفي جميع الأحوال".
ويتضح بالفعل أننا نعاني من قصورٍ شديدٍ في فهم حقيقة الجنة.. فالجنة كلمة كان لها فعل عجيب في نفوس الصحابة؛ فكانوا يستعذبون الآلام في سبيلها, ويستمتعون بالموت من أجلها!!
"الجنة".. كثيراً ما تتردد علي أسماعنا؛ فلا تُحدث في قلوبنا ما كانت تحدثه في قلوب الصحابة, ولابد أن نقف مع أنفسنا لحظات؛ فنسألها: لماذا؟! لقد سمع هذه الآية السابقة ذاتها عمير بن الحمام (رضي الله عنه وأرضاه) في غزوة بدر, فماذا فعلت فيه؟؟
روى الإمام مسلم رحمه الله, عن أنس بن مالك رضي الله عنه, أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال يوم بدر: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض" يقول عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه: يا رسول الله, جنة عرضها السموات والأرض؟؟! أصابت الكلمة قلبه لا أذنه!!.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "نعم".. قال عمير: بخٍ بخٍ!! فقال رسول الله صلي الله عليه سلم: "ما يحملك علي قولك بخٍ بخٍ؟!".. قال: لا والله يا رسول الله.. إلا رجاء أن أكون من أهلها.. قال: "فإنك من أهلها!" بشرى من الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم.. فأخرج تمرات من قرنه, فجعل يأكل منهن ليتقوى علي المعركة, ثم قال: لإن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه.. إنها لحياة طويلة!! حياة طويلة تفصله عن الجنة!! قال أنس بن مالك: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قُتل.. موعده الجنة؛ فكيف يصبر علي الحياة؟!!
بل ارجع إلى بيعة العقبة الثانية, وتأمل ذلك الموقف الرائع! فقد روى الإمام أحمد رحمه الله عن جابر رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله, علام نبايعك؟ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "على السمع والطاعة في النشاط والكسل, وعلى النفقة في العسر واليسر, وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وعلى أن تقوموا في الله.. لا تأخذكم في الله لومة لائم, وعلي أن تنصروني إذا قدمت إليكم, وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم.." شروط قاسية وخطيرة, وعهد غليظ ومؤكد..
الحديث عن الجنة يطول ويطول.. ولابد أن نراجع معلوماتنا ومعايشتنا وأحوالنا مع الجنة.. وأنا على يقين من أن الجنة لو تعاظمت في صدورنا لهان علينا ما نحن بصدد المجاهدة لتحقيقه.. والله المستعان.
ثانيًا: بين الصلاة والإنفاق:
كثيرًا ما جمع الله بينهما في قرآنه.. ومن المعروف أن الصلاة عماد الدين, وهي أهم عبادة في الإسلام.. ومن ثَمَّ يأخذ الإنفاق في سبيل الله من قلب المؤمن حيّزًا يقترب من حيز الصلاة.
جاء نفر من المؤمنين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يعرضون أنفسهم عليه؛ ليجاهدوا معه.. وكانوا فقراء لا يملكون شيئًا, ولا عندهم بعير يحملهم.. وكذلك ليس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملهم عليه؛ فأعفاهم من القتال لعذرهم.. لكنهم ما استطاعوا أن يتحملوا ذلك!! أخذوا يبكون على فوات فرصة الجهاد بالنفس والمال!! مع كونهم معذورين عذرًا شرعيًا مباشرًا من رسول الله صلي الله عليه سلم.. لكن تاقت النفوس إلي البذل وإلى الجهاد.. تاقت إلى الجنة.. أنزل فيهم ربنا: "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ألا يجدوا ما ينفقون" (سورة التوبة ـ آية 92) طراز فريد عجيب من البشر!!
بل انظر إلى أحدهم.. "علبة بن زيد" رضي الله عنه.. تولى وهو يبكي, ثم ذهب إلي بيته.. ولما جاء الليل قام يصلي ويبكي ويقول: "اللهم إنك قد أمرت بالجهاد, ورغَّبت فيه.. ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به مع رسولك, ولم تجعل في يد رسولك ما يحملني عليه.. وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عرض"!! أرأيتم يا إخوة.. بماذا يتصدق؟؟! يتصدق من حسناته.. هذه الأنواع من الأذى التي لحقت به من إخوانه.. ستتحول إلى حسنات يوم القيامة, هو لا يملك شيئًا من مال أو بعير.. فيتصدق بالشيء الوحيد الذي يملكه.. يتصدق بحقه على إخوانه!!
ثم أصبح علبة بن زيد (رضي الله عنه) مع الناس, وذهب إلي صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وبعد الصلاة, قال النبي صلي الله عليه وسلم : "أين المتصدق هذه الليلة؟ فلم يقم إليه أحد.. ثم قال: "أين المتصدق؟ فليقم!", فقام إليه علبة, فأخبره, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبشر.. فوالذي نفس محمد بيده.. لقد كُتبت في الزكاة المتقبلة".. إنه الصدق مع الله يقابَل بكرم من الله.. حميَّة حقيقية للدين.. حتى وإن كان فقيراً معدماً.. وسخاء وعطاء, ورحمة من إله رحيم حنان منان.. سبحانه وتعالى..
همسات في أذنك..
وأخيرًا..
أخي المتبرع لفلسطين.. المشتاق إلى الجهاد والجنة.. أخي المنفق في سبيل الله..
اجعل التبرع لفلسطين قضية ثابتة في حياتك.. عملاً رئيسيًا تعيشه كل يوم.. اقتطع نسبة ثابتة من دخلك الشهري أو اليومي أو الموسمي... لا تنتظر حتى يتراكم المال؛ فيصعب عليك الأمر.. بل أنفق أولاً بأول تهزم نفسك والشيطان..
أخي المنفق في سبيل الله..
لا تكتفِ بتبرعك وحدك.. حفِّز الآخرين علي التبرع؛ فإن من سَنَّ سنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.. اكفل أسرة فلسطينية كل شهر.. فإن لم تكن لك طاقة بمفردك.. جمِّع من الآخرين وحفِّزهم.. والأجر بينكم.
أخي المنفق في سبيل الله..
ربِّ أولادك علي الاهتمام بفلسطين وبقضايا العالم الإسلامي كله؛ فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.. إذا جاءك ولدك الصغير بجنيهٍ لفلسطين فلا ترده, ودرِّب نفوسهم على العطاء, واشرح لهم بأسلوب مبسط حال أطفال فلسطين...
أخي المنفق في سبيل الله..
اجعل يومًا في الأسبوع لفلسطين.. تأكل فيه طعامًا بسيطًا.. والفت أنظار الزوجة والأولاد إلى أن طعام هذا اليوم سيذهب إلى فلسطين.. وليست القضية في ثمن الأكلة الواحدة, ولكنها تربية على أن يشعر المؤمن بهموم إخوانه.
أخي المنفق في سبيل الله..
ذا مرضتَ أو مرض أحدُ أحبابِك.. فتصدق لفلسطين؛ فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقة".
أخي المنفق في سبيل الله..
زكاتك جائزة على أهل فلسطين.. بل هي محمودة؛ ففيهم الفقير والمسكين, وفيهم الغارم, وفيهم المجاهد في سبيل الله... اجمع زكاتك وزكاة من تعرف, وساهم في فلسطين..
لا تسوِّف؛ فإن لله عملاً بالنهار لا يقبله بالليل, وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار.. بادر فور دخول الفكرة إلي قلبك؛ فالأنفاس معدودة, والساعة آتية لا ريب فيها.. واحذر من سنَّة الاستبدال؛ فإن لله أعمالاً لابد أن تُقضى.. بك أو بغيرك!! "ها أنتم هؤلاء تُدعَون لتنفقوا في سبيل الله.. فمنكم من يبخل.. ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه, والله الغني وأنتم الفقراء.. وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم, ثم لا يكونوا أمثالكم" (سورة محمد آية 38).
وختامًا..
أخي وحبيبي.. ورفيقي في طريق الله..
يا من يباهي بك الله ملائكته.. لعملك وقلبك.. لا لصورتك وجسمك..
يا من رضيت بالله رباً, وبالإسلام ديناً, وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً..
يا من تثق في وعد الله.. ووعد الله لا يتبدل ولا يتغير..
ألا تشتاق إلى جهاد وشهادة؟!
إن كنت لا تستطيعه.. ألا تريد أن تجهز غازيا أو تخلفه في أهله؟؟
ألا تشتاق إلى أن تكفل يتيمًا فترسم على وجهه بسمة, وتُحشر إلى جوار رسول الله صلى الله عليه سلم قريبًا منه قرب السبابة من الوسطى؟؟
ألا تشتاق إلى جنة عرضها السموات والأرض.. أُعدت للمتقين.. الذين ينفقون في السراء والضراء..؟؟
أخي وحبيبي.. إن كنت غنياً فهذا شكر النعمة, وإن كنت فقيراً فرُبَّ درهم سبق ألف درهم.. واعلم يا أخي أن الله قسَّم الأعمال بين عباده, وكان نصيبك النصيب الأيسر؛ فعلى إخوانك في فلسطين أن يدفعوا أرواحهم, وعليك أنت في بيتك الآمن أن تدفع مالك! فارض بما قسم الله لك من العمل يرفع عنك من البلاء ما لا تطيق..
أخي وحبيبي.. كم هو قصير هذا العمر, وأخشى عليك من ليلة ليس لها صباح.. يجيء فيها الموت بغتة كعادته.. فتقول: "رب لولا أخرتني إلى أجل قريب؛ فأَصَّدَّقَ وأكُن من الصالحين" (سورة المؤمنون آية 100).. أخشى عليك من لحظة تقول فيها: "رب ارجعون.. لعلي أعمل صالحا فيما تركت".. ها أنت وكأنك رجعت.. فاعمل ليوم لا رجعة فيه..

ملخص محاضر ة الأستاذ الدكتور ر راغب السرجاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كريم بن رمضان
مشرف
مشرف
كريم بن رمضان


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1846
عدد النقاط : 2062
تاريخ التسجيل : 28/11/2009

من يشتري الجنة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: من يشتري الجنة؟   من يشتري الجنة؟ Emptyالأربعاء فبراير 03, 2010 1:24 pm

جزاك الله اخي العلربي ذكرتني بالشيخ محفوظ رحمه الله
و الله وبالله وتالله ما استطعت اتمام كلماتك و انها لتقسم القلب و حتى الحجر ومن نسي القضية الفلسطنية بالدعاء والمال و لو بالشيء القليل فما عليه الامراجعة نفسه التوبة الى الله عزوجل و الله اكبر و لله الحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من يشتري الجنة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الراحــــــة في الجنة
» حفلات طيور الجنة في مصر 2012
» من يريد قصرا فى الجنة!! فليدخل !!
» قد يعمل العبد ذنباً فيدخل به الجنة.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى أنصار الدعوة والتغيير :: المحور الفلسطيني-
انتقل الى: