السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أيها الأحبة إسمحولي أن أعرض عليكم هذا الموضوع لعنا نستفيد منه جميعنا لأنني أحسب أننا بحاجة ماسة لمن يذكرنا حين نغفل و لمن يعيننا حين نتعبو و لمن يرشدنا حين نعاني من الضياع و أخوف الضياع أن نضيع عن الحق و نبتعد عن الله تعالى و لكن بإذن اللع تعالى تعلمنا في دعوتنا أن نوصي بعضنا البعض على الحق و على الصبر فأتمنى أن أكون ممن يذكرون بذلك
مسألة تجعل المؤمن دائم التفكير ماذا يفعل إن وجد نفسه مقصرا في جنب الله تعالى
إإدراك ضرر الذنب أولا
أول اعمدة التوبة أن ندرك ضرر الذنب الذى نريد أن نتوب عنه , وإدراك ضرر الذنب ليس بالأمر العسير على النفس ؛لأنه مجرد علم , وليس فيه كثير مراغمة أو مجاهدة .
ولكل ذنب ضرر يخصه , لكن للذنوب على اختلافها ضرر تشترك كلها فيه , إن الذنوب تباعد بين العبد وبين ربه , فاذا كنا ندعى أننا نحب الله عز وجل , ونأمل أن يحبنا الله فان خسارتنا بالذنب تكون جد كبيرة .
ثم يكون الندم
الندم ثانى أعمدة التوبة , فبعد أن تعرف أن ذنبك وتقصيرك قد باعد بينك وبين ما تحب من اتصال بالله وقرب منه والتمتع برضاه عنك فانك تتألم فان انت أدركت أن هذا الألم حدث بسبب فعل معين – هو الذنب – فانك تأسف لأنك فعلت هذا الفعل وتتمنى لو أنك لم تفعله وهذا هو الندم وبالرغم من أن الندم أحد أعمدة التوبة الا أنه أظهر ما فيها وكثيرا ما يطلق على الندم توبة لكن التوبة لا تكون توبة الا بإدراك ضرر الذنب والندم عليه وأخيرا بعمل يترتب على ذلك مكون من ثلاثة افعال
يلزمك عمل
العمل الذى هو ثالث أعمدة التوبة هو عمل مكون من ثلاث أفعال أولها يتعلق بالحاضر وثانيها بالماضى وثالثها بالمستقبل
ترك الذنب الذى تورطت فيه أو تلبست به هو الفعل المتعلق بالحاضر , يضاف الى ذلك تصميم وعزم على ترك هذا الذنب الى اخر العمر , وذلك هو الفعل المتعلق بالمستقبل , واذا كان تقصيرك أو ذنبك يمكن استدراكه او قضاؤه أو جبره , فإن الفعل الثالث هو الجبر والقضاء وهو كما ترى يتعلق بتلافى ما فات .
التائبون طبقات أربع
ذو النفس المطمئنة : يتوب ويستقيم على التوبة الى آخر عمره ويتدراك ما فرط من أمره ولا يحدث نفسه بالعود الى ذنوبه وهذه هى التوبة النصوح .
ذو النفس اللوامة يتوب فيسلك طريق الاستقامة فى أمهات الطاعات , ويترك كبائر الفواحش كلها لكنه يبتلى إنه يقع فى أحوال ذميمة من غير أن يقدم عزما على الاقدام عليها , لكنه كلما أقدم عليها لام نفسه وندم ونأسف , وجدد عزمه على أن يحترز من الاسباب التى تقضى به اليها .
ذو النفس الضعيفة ,يتوب ويستمر مدة على الاستقامة , ثم تغلبه شهوة فيقدم على بعض الذنوب قصداوعمداً ثم يندم ويأمل لو قدره الله فكفاه هذا الشر لكن نفسه تسول له فيسوف توبيته مرة بعد أخرى .
ذو النفس الامارة بالسوء يتوب ويجرى مدة على الاستقامة ثم يعود الى مفارقة الذنب من غير أن يحدث نفسه بالتوبة ومن غير أن يتأسف على فعله وهذا الصنف يخاف عليه من سوء الخاتمة والعياذ بالله
.
لمحة عملية
كلنا يخاف أن تسيطر عليه النفس الامارة بالسوء وكلنا يحب أن يكون من أصحاب النفس المطمئنة وكل منا عنده ما يخصه مما يستوجب التوبة , ولأننا قوم عمليون فنحن نستعين على النجاح فى التوبة بمران عليها وتدريب فعلينا بتعجيل التوبة لا تسويفها والرجوع عن الذنب والتوبة الى الله