فقيه السنة المجتهد الميسّر الشيخ سيد سابق
السيد سابق أحد علماء الأزهر تخرح في كلية الشريعة،اتصل بالإمام حسن البنا، وأصبح عضوًا في جماعة (الإخوان المسلمين) منذ ان كان طالبًا
من مواليد محافظة المنوفية مركز الباجور قريه اسطنها بدأ يكتب في مجلة الإخوان الأسبوعية مقالة مختصرة في فقه الطهارة، معتمدًا على كتب فقه الحديث وهي التي تعنى بالأحكام، مثل (سبل السلام) للصنعاني، وشرح (بلوغ المرام) للحافظ ابن حجر، ومثل (نيل الأوطار) للشوكاني، وشرح (منتقى الأخيار من أحاديث سيد الأخيار) لابن تيمية
ومستفيدًا من كتاب (الدين الخالص) للعلامة الشيخ محمود خطاب السبكي، مؤسس الجمعية الشرعية في مصر، وأول رئيس لها، الذي ظهر منه تسعة أجزاء في فقه العبادات، ومن غير ذلك من المصادر المختلفة، مثل (المغني) لابن قدامة، و(زاد المعاد) لابن القيم، وغيرهما.
قدم للمحاكمة في قضية مقتل النقراشي باشا، حيث زعموا في ذلك الوقت أنه هو الذي أفتى الشاب القاتل عبدالمجيد حسن بجواز قتله، عقوبة على حل الإخوان، وكانت الصحف تلقب الشيخ في ذلك الوقت بـ (مفتي الدماء).
و لكن برأته المحكمة، وخلت سبيله، ولكنه اعتقل مع من اعتقل من الإخوان في سنة 1949م واقتيد إلى معتقل الطور,و في هذا المعتقل كان الشيخ سيد يعقد حلقات في الفقه بعد صلاة الفجر وقراءة الأدعية المأثورات
عين بعد ذلك مديرًا لإدارة الثقافة في وزارة الأوقاف،في عهد وزير الأوقاف المعروف الشيخ أحمد حسن الباقوري
وظل الشيخ مرموق المكانة في وزارة الأوقاف، حتى جاء عهد وزيرها المعروف الدكتور/ محمد البهي، فساءت علاقته بالشيخين الغزالي وسابق، رغم أنها كانت من قبل علاقة متينة، وقد نقل الشيخان إلى الأزهر، لإبعادهما عن نشاطهما المعهود، وإطفاء لجذوتهما، وقد بقيا على هذه الحال، حتى تغير وزير الأوقاف،
انتقل الشيخ في السنين الأخيرة من عمره إلى (جامعة أم القرى) بمكة المكرمة، سعيدًا بمجاورة البيت الحرام،
وفي سنة 1413 هـ حصل الشيخ على جائزة الملك فيصل في الفقه الإسلامي، وسعدت بمشاركته فيها.
قالوا عنه
يقول الأستاذ مصطفى مشهور المرشد الخامس للإخوان المسلمين: "إن الشيخ سيد سابق له مكانته بين الإخوان المسلمين، ومؤلفاته أثّرت في الإخوان وأثْرتهم وأفادتهم وخاصة مؤلفه (فقه السنة) الذي كان ولا يزال من المصادر التي يرجع إليها الإخوان، وله أثر طيّب في تربية وتكوين ثقافة الإخوان الفقهية، حيث إن الإمام الشهيد حسن البنا قد اعتمد هذا الكتاب واعتبره مرجعاً من مراجع السنة.
والشيخ سيد سابق كان من المجاهدين على أرض فلسطين، وقد دخل السجن في قضية النقراشي سنتين، ثم أفرج عنه ليكمل مسيرته حتى لقي ربه بعد 85 عاماً من الجهاد في سبيل الله والاجتهاد الفقهي والعمل لخدمة دين الله، والله نسأل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته".
ويقول الشيخ د. يوسف القرضاوي: "كان الشيخ سيد سابق أحد علماء الأزهر الذين تخرجوا في كلية الشريعة، وقد اتصل بالإمام الشهيد حسن البنا، وبايعه على العمل للإسلام ونشر دعوته، وجمع الأمة على كلمته، وتفقيهها في شريعته، وأصبح عضواً في جماعة "الإخوان المسلمين" منذ كان طالباً، وكان معاصراً لإخوانه من أبناء الأزهر النابهين الذين انضموا إلى قافلة الإخوان المسلمين من أمثال الشيخ محمد الغزالي، والشيخ عبدالمعز عبدالستار وغيرهما.
ويقول الشيخ الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية السابق "جزى الله الشيخ سيد سابق عن أبناء الأزهر الشريف وشباب هذه الأمة خير الجزاء، فهو بحق فقيه الأمة الذي أكد وسطية هذا الدين، وفك طلاسم الفقه التي كان يصعب على العوام أن يفهموها، فقد قرأنا ونحن في شبابنا كتابه العظيم "فقه السنة" الذي أثرى المكتبة الإسلامية ويسّر الفقه لأبناء الأمة الإسلامية في مصر والعالم العربي والإسلامي، وتُرجم إلى عدد كبير من اللغات التي ينطق بها المسلمون في العالم الإسلامي، فجزاه الله عن الجميع خير الجزاء ورزق أبناءه وذويه الصبر والسلوان، وأسكنه فسيح جناته".
وفاته
توفي الشيخ سيد سابق مساء يوم الأحد 23 من ذي القعدة 1420ه 27-2-2000م، عن عمر يناهز 85 سنة، وفي يوم الإثنين تم تشييع الفقيد بعد الصلاة عليه ودفنه، دون أن يقام سرادق للعزاء كما جرت العادة في مصر وذلك بناء على وصيته بالاكتفاء بالصلاة والتشييع فقط.
رحم الله أستاذنا الكبير وشيخنا الجليل مؤلف "فقه السنة" الفقيه المجتهد خادم السنة الشيخ سيد سابق، وأسكنه الله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحشرنا معهم برحمته.. والحمد لله رب العالمين.
أهم مؤلفاتة
1. فقه السنة
2. مصادر القوة في الإسلام.
3. الربا والبديل.
4. رسالة في الحج.
5. رسالة في الصيام.
6. تقاليد وعادات يجب أن تزول في الأفراح والمناسبات.
7. تقاليد وعادات يجب أن تزول في المآتم.
8. العقائد الإسلامية.
9. إسلامنا
10. لة الكثير من الكتب والمحاضرات والأبحاث والمقالات
بقلم:المستشار عبدالله العقيل (بتصرف)