يا مفرجة الكروب

سارت كنسيم الريح في خفة من غير أن تسمع صوتا لموضع الخطو من قدميها ...فلما سارت..سمعت صرخاتهن فتوقفت واستدارت ... وقد غلبتها عبرة ساخنة ولما وصلت لخدها مالت ...قد غادرت عينيها الصافيتين ولباسها الأبيض كأنه يعلن إشراق المكان ويضيق المنافذ على الألم والحزن ولسانها يلهج بذكر خفي ....ألالالالالالالالالاهم خفف وسهل..ثم أخرجت نفسا عميقا والابتسامة تعلو محياها ..وتأبى أن تغادر ثغرها مرددة بصوت غير مسموع ..جسمي على الشمس لا يقوى ولا على ادنى الحرارة فكيف بنار وقودها الناس والحجارة ..رحماك ربي ...ثم تستأنف شغلها وتجيب من دعاها وتساعد من استغاثت بها وتخفف الآلام .وتنشر البشارة ..بابي وأمي أنت يا ملاك صنيعك هذا يجعل الروح فداك...ومن حين إلى حين ترتفع ترانيم من شفتيك تقترن بصراخ صغير أو صغيرة تعلن إشراقه فجرها الجديد بمولدها قائلة بسم الله ما شاء الله تبارك الله وماسحة دمعة أم غضها الألم وهدها الجزع ..وقد عاهدت نفسها أن لا تعود لهذا المكان.. وهي بوضعها لمولودها بعد تنظيفه بقربها لتشم ريح الفطرة ونسيم الملائكة فيه تنسى ما قاسته وتنفجر ينابيع العطف وتغطي سحابة الحب والحنان المكان .
يا ملاك صنيعك هذا ؟
زاد وذخر قد أخفيته ليوم تكون في الأعطيات منــــــة
يـا مفرجــة الهم وزارعة البسمــــة رويدك فقد كـــــــن
نصف مــــلاك خفيفـــــة الظـــل ومهم تحدثنا فــــــــــإن
بريد القلب أعظم من جمع أوصافها وليس مداد قلم وإن كنا
قد علمنا من حديث المصطفى ("من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ؛ ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه فى الدنيا والآخرة ؛ ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة ، والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه" الحديث رواه مسلم) أو كما قال صلى الله عليه وسلم

[b]