كشف مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسامة حمدان، "أنه ومنذ اليوم الأول لإنتهاء العمليات العسكرية في عدوان الآلة العسكرية الهمجية على القطاع بدأت المقاومة بإعداد العدة وهي اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه وتمتلك من مقوّمات الصمود الكثير وهذا ما سيفاجئ العدو في أي مغامرة سيقدم عليها".
وخلال ندوة عقدتها "رابطة الطلاب المسلمين" لكوادرها في الشمال، استعرض حمدان المراحل التي مرّت بها حركة "حماس" لمناسبة مرور عشرين عاماً ونيف على "انطلاقتها، مؤكداً أن "حماس حركة مقاومة في فلسطين المحتلة ولها عمقها العربي والعالمي".
واعتبر حمدان أن حركة "حماس" قدّمت نموذجاً مختلفاً على الساحة الفلسطينية، رغم ما تعرّضت له من مؤامرات ومراهنات على فشلها والضغوط التي تعرّضت لها هي وكوادرها من اغتيالات وملاحقات واعتقالات وما رافق عملية التفاوض التي لم تصل الى شيء سوى الوعود من أوسلو وحتى اليوم"، مشدداً على أنه على "الرغم من شدة الحصار الذي يشهده قطاع غزة وما يعانيه الشعب الفلسطيني في شتى المجالات إلا أن هذا الشعب يثبت يوماً بعد يوم تأييده الكبير والمتزايد للحركة وقيادتها وحكومتها"، موضحا أن "المشهد السياسي اليوم يبرز أن مشروع التسوية انتهى والواقع المنطقي يقول لا حل سوى بالمقاومة".
وإذ قال إن "يدنا ممدودة الى المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، فنحن أصحاب دعوة الى الله تعالى ورسالتنا هي رسالة الإسلام العظيم الذي يأمرنا بأن نفتح قلوبنا ونمد أيدينا للجميع فكيف عندما يكون الأمر تجاه أبناء الشعب الواحد"، أكد حمدان أن "هذه المصالحة حتى تتم لا بد من أن يقتنع الفريق الآخر بأنها يجب أن تقوم على مبدأ حفظ المقاومة ومشروعها ووقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الإحتلال الصهيوني".
وحول موضوع التسوية، أكد حمدان أن "التسوية انتهت والعرب اليوم عاجزون عن فعل أي شيء والفريق الذي ربط مستقبله بمشروع التسوية والاستسلام اليوم هو في مأزق كبير، بل إن الواقع الذي كان محيطاً بالكيان الصهيوني قد تغيّر فالأنظمة التي كانت الحليف الأكبر للكيان الصهيوني في المنطقة أصبحت اليوم منها من هو داعم لحركات المقاومة في فلسطين والمنطقة ورافضة للعنصرية الصهيونية والقسم الآخر الأنظمة الذي كانت ترفع شعار التطبيع ونشر ثقافة الانهزام والخوف من أسطورة الجيش الذي لا يهزم تعاني ما تعانيه من كساد نظامها وترهله وأزمات اقتصادية وسياسية تنذر بسقوطها".
ولفت الى أن المنطقة التي يعتبرها "الكيان الصهيوني آمنة أصبحت المقاومة لها موطئ قدمٍ فيها بل وأصبحت تهدد عمقه إما بالصواريخ أو بالعمليات الجهادية مع إقامة توازن رعب"، مؤكداً أن "هذا التغيير "يدل على أن كيان العدو في مأزق وجود حقيقي وبالتالي لا بد من أنه سيقدم على عمل عسكري لكن سيكون هذه المرة كبير وشامل وسيدخل من جديد معادلة الأمة الإسلامية وسنشهد الأحداث التي رافقت غزوة الأحزاب التي ستنتهي بنصر المؤمنين بإذن الله وهذا يتطلب منّا جهداً كبيراً يبدأ بالإعداد الإيماني وينتهي بالإعداد العلمي وتأمين انتشار ثقافة المقاومة ومنطقها من خلال دعم الشعوب لها بمختلف الأساليب".