لندن ـ 'القدس العربي': حذرت وثيقة امريكية نشرها موقع 'ويكيليكس' من وجود 'انقسام في الأردن' بين 'أردنيي الضفة الشرقية'، وفلسطينيي الاردن، على ضوء جدال داخلي حول ولي العهد الاردني الامير حسين بن عبد الله الثاني، كون والدته الملكة رانيا من أصل فلسطيني.
واشارت البرقية التي ارسلها السفير ستيفن بيكروفت الى وزارة الخارجية الامريكية في كانون الثاني (يناير) 2010 الى توزيع تعميم حكومي أردني أصدره رئيس الحكومة سمير الرفاعي، يطلب من كل المكاتب الرسمية، عرض صورة ولي العهد الأمير حسين، إلى جانب صورة والده الملك عبد الله الثاني. مما ترك للبعض مجالا للتساؤل عمّا إذا كان على المكاتب الحكومية إنزال الصور التقليدية للملك الراحل الحسين بن طلال، الذي تحدثت البرقية عن الشعبية الكبيرة التي لا يزال يحظى بها بين الأردنيين، رغم مرور احد عشر عاما على وفاته. وذكرت البرقية ان الشرق اردنيين الذين يهيمنون على الوظائف الحكومية كانوا مرتابين من تعيين الامير حسين وليا للعهد بسبب صغر سنه (15 عاما) وبسبب اصوله الفلسطينية. فالى جانب كون والدته فلسطينية، فان والده نفسه امه بريطانية، وينظر لولي العهد في بعض الدوائر على انه ربع اردني.
وبحسب قول السفير في البرقية 'فإن صورة ولي العهد ولو كانت رمزية، فلها إمكانية إطلاق شرارة انتقادات بين مواطنين شرق أردنيين متخوفين من انتقال السلطة تدريجيا إلى الأردنيين من أصل فلسطيني'، في إشارة من السفير الأمريكي إلى الأصول الفلسطينية للملكة رانيا أم ولي العهد.
وذكرت إحدى البرقيات التي سربها موقع ويكيليكس، أن حكومة رئيس الوزراء سمير الرفاعي الجديدة أصدرت مجموعة من المدونات والتعميمات للمكاتب الحكومية حول سياسات حكومية تعكس اختلافا واضحا عن السياسات الحكومية السابقة.
وأضافت البرقية الصادرة عن السفارة الأمريكية والمصنفة بـ'سري'، ان الحكومة أصدرت قرارين متعلقين بمحاربة الفساد، فقد تم التعميم في 4/1/2010 بتوجيهات للمسؤولين الحكوميين بأن لا يقبلوا هدايا تزيد قيمتها عن 50 دينارا (حوالي 70 دولارا). وخلال أسبوع عممت الحكومة ( على الرغم من أنها لم تعلنه) سياسة إعلامية جديدة، تفرض على المسؤولين الحكوميين عدم توظيف الصحافيين أو دفع بدل تغطية إيجابية، إضافة لذلك وبعد زيارة رئيس الوزراء سمير الرفاعي لمقر هيئة مكافحة الفساد ولجنة المراقبة المالية، شكل لجنة للتسريع في تحقيقات قضايا محاربة الفساد وتشجيع عملية تسريب المعلومات حول الفاسدين.
ومنعت الاجهزة الأمنية الأردنية موقعا الكترونيا متخصصا بترجمة وثائق ويكيليكس الى اللغة العربية، من نشر هذه الوثيقة، وقال محمد عرسان، مدير موقع 'عمان نت' الإلكتروني 'قمنا بنشر وثيقة صادرة عن السفارة الامريكية بعمان تتحدث عن ولي العهد الامير حسين بن عبد الله وما يسمى بالانقسام بين الأردنيين حول الهوية الوطنية.. فاتصلت الاجهزة الامنية بإدارة الموقع وطلبت إزالة الوثيقة وبالفعل تمت إزالتها'.
الى ذلك أظهرت برقيات دبلوماسية أمريكية نشرتها صحيفة نرويجية يومية امس الأربعاء، أن اسرائيل أبلغت مسؤولين أمريكيين في 2008 أنها ستدفع اقتصاد غزة 'إلى شفا الانهيار' وفي الوقت ذاته تتجنب حدوث أزمة إنسانية. وأظهرت ثلاث برقيات نقلتها صحيفة 'افتن بوستن' التي قالت إن لديها ربع مليون برقية أمريكية، هي كل ما تم تسريبه إلى ويكيليكس، أن اسرائيل ظلت تطلع السفارة الأمريكية في تل أبيب على حصارها الذي أثار انتقادات دولية لقطاع غزة.
وتسيطر حركة حماس على القطاع الذي يسكنه 1.3 مليون نسمة. ويرفض الغرب التعامل مع الحركة لرفضها الاعتراف باسرائيل أو نبذ العنف أو القبول باتفاقيات السلام الاسرائيلية الفلسطينية.
وجاء في إحدى البرقيات 'في إطار خطتهم للحصار الشامل لغزة أكد مسؤولون اسرائيليون (لمسؤولين اقتصاديين في السفارة الأمريكية) في أكثر من مناسبة أنهم يعتزمون دفع اقتصاد غزة إلى شفا الانهيار من دون دفعه إلى الهاوية'.
وأظهرت برقية صدرت بتاريخ الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 أن اسرائيل تريد أن يعمل اقتصاد غزة 'بأدنى مستوى ممكن بما يسمح بتجنب أزمة إنسانية'.