أنوار الإسلام عضو فعال
الجنس : عدد المساهمات : 1548 عدد النقاط : 2124 تاريخ التسجيل : 23/09/2009
| موضوع: اقتحم الحياة الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 6:41 am | |
| حياكم الله
اقتحم الحياة
في الثلاثينيات من القرن الماضي كان هناك طالب جديد التحق بكلية الزراعة في إحدى جامعات مصر، وعندما حان وقت الصلاة بحث عن مكان ليصلي فيه فأخبروه أنه لا يوجد مكان للصلاة في الكلية، ولكن هناك غرفة صغيرة (قبو) تحت الأرض يمكن أن يصلي فيه. ذهب الطالب إلى الغرفة تحت الأرض وهو مستغرب من الطلاب في الكلية لعدم اهتمامهم بموضوع الصلاة، هل يصلون أم لا؟
المهم دخل الغرفة فوجد فيها حصيرًا قديمة وكانت غرفة غير مرتبة ولا نظيفة، ووجد عاملًا يصلي، فسأله الطالب: هل تصلي هنا؟ فأجاب العامل: نعم، لأنه لا يوجد أحد آخر يصلي معي، ولا توجد غير هذه الغرفة. فقال الطالب بكل اعتراض: أمَّا أنا فلا أصلي تحت الأرض. وخرج من القبو إلى الأعلى، وبحث عن أكثر مكان معروف وواضح في الكلية وعمل شيئًا غريبًا جدًا..
وقف وأذَّن للصلاة بأعلى صوته!! تفاجأ الجميع و أخذ الطلاب يضحكون عليه ويشيرون إليه بأيديهم ويتهمونه بالجنون. لم يبال بهم، جلس قليلاً ثم نهض وأقام الصلاة و بدأ يصلي وكأنه لا يوجد أحد حوله. ومرت الأيام.. يوم.. يومان.. لم يتغير الحال.. الناس كانت تضحك ثم اعتادت على الموضوع كل يوم فلم يعودوا يضحكون.. ثم حدث تغيير.. صعد العامل الذي كان يصلي في القبو وصلى معه.. ثم أصبحوا أربعة وبعد أسبوع صلى معهم أستاذ!
انتشر الموضوع وكثر الكلام عنه في كل أرجاء الكلية، استدعى العميد هذا الطالب وقال له: لا يجوز هذا الذي يحصل، أنتم تصلون في وسط الكلية!، نحن سنبني لكم مسجدًا عبارة عن غرفة نظيفة مرتبة يصلي فيها مَن يشاء وقت الصلاة. وهكذا بُني أول مسجد في كلية جامعية، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ أن طلاب باقي الكليات أحسوا بالغيرة فبنوا مسجدًا في كل كلية في الجامعة.
هذا الطالب تصرف بايجابية في موقف واحد في حياته فكانت النتيجة أعظم من المتوقع.. ولا يزال هذا الشخص - سواء كان حيًا أو ميتًا - يأخذ حسنات وثواب عن كل مسجد يُبنى في الجامعات ويُذكر فيه اسم الله.. هذا ما أضافه للحياة.. فبالله عليكم ماذا أضفنا نحن لها؟!
إن من أهم خصائص الإيجابية عدم استصغار الأمر، وعدم استكثار الكثير، فربَّ صغير عظمته النية، وربَّ عظيم صغرته النية، وقد تؤتي الكلمة الطيبة ثمارها بإذن الله تعالى، ولقد سُئل أحد العلماء: إلى متى تظل تكتب العلم؟ فقال: لعل الكلمة التي فيها نجاتي لم تُكتب بعد، وما يدري الإنسان متى يقول الكلمة فيهدي الله بها خلقًا كثيرًا.
إن الحياة تحتاج إلى الإقدام والمبادأة والمبادرة، وأن يكون هناك سبق التقدم، وألا يستصغر الإنسان العمل، أو لا يقوم به؛ ظنًا منه أنه لا يستحق، أو أن أثره محدود، كما نحتاج في الحياة إلى البُعد عن أصحاب النفسيات المريضة، الذين يقولون "مش أنا اللي هأغير الكون"، "خلِّيك في حالك"، "ويا عم انت مالَك، أنا في حالي وانت في حالك"، فهؤلاء لا يصلحون للعيش في الحياة.
يقول الشاعر:
تأخرتُ أستبقي الحياةَ فلم أجدْ لنفسي حياةً مثلَ أنْ أتقدما
ويقول آخر:
إذا القومُ قالوا مَنْ فتىً خِلتُ أنني عُنٍيْتُ فلم أَكسلْ ولم أَتبلَّدِ
أحيانًا نظن أن المعلومة الصغيرة والرأي الضعيف لا يُقدمان شيئًا أو يؤخرانه، أو نظن في أنفسنا الضعف والعجز والنقص فنقول: ومَن يسمع لنا، أو يأخذ بما نقول؟ أو نظن أن القيادة أحاطت بكل شيء علمًا وأن آراءنا ما هي إلا قطرة في بحر لن تزيد فيه شيئًا، وكل هذه الظنون والأوهام ردَّ عليها القرآن في قصة قصيرة معبِّرة، لا تدع عذرًا لأحد.
إن قصة الهدهد تعلمنا اليقظة والدقة في العمل، وتفقد الأفراد والحرص عليهم، وضرورة الطاعة والمحاسبة عليها، ثم الحزم القيادي وعدم التسيب في معالجة الأمور، ثم الإصغاء للأتباع ومعالجة المواقف، وغير ذلك مما هو ليس مجال الاستدلال له، ولكن الاستدلال لطبيعة الهدهد صاحب الذكاء والوعي والإدراك والإيمان، حيث استغل فرصة ما ليبلغ خبرًا مهماً، حرصًا منه على تبليغ الرسالة، وطمعًا في نشر التوحيد، مع براعة في حسن الأداء، وجودة العرض، وشجاعة الاعتذار.
وما اختيار القصة إلا للاستدلال بها، كي يُؤخذ من ثناياها ثلاثة أمور يُستنبط بالأدنى منها على الأعلى:
1- فالداعية أولى من الهدهد بالعمل الإيجابي، والسعي وراء المصالح، والبحث عن الخير، فما من أفضلية خاصة لهذا الطائر الاعتيادي، إذا تجاوزنا الإسرائيليات أو المبالغات التي لا تسندها النصوص، والمؤمن الداعية أدعى أن يقوم بالعمل المثمر، دون انتظار أوامر أو تعليمات من الأمير.
2- والنظر إلى قيادات العمل الإسلامي في عدم توقعها القيام بكل الخطط، وتوجيه جميع الأوامر أَوْلَى، فهذا نبي الله المؤيد بالوحي من جهة، وسُخِّرت له الجن والطير، لم يكن قادرًا على الإحاطة بجميع الأمور، ولم يمكن ملمًا بجميع المعلومات، فاحتاج إلى معلومة صغيرة، من طائر صغير، فكانت إيجابية التابع عونًا لعمل الأمير.
3- وكذلك يُستدل بالعمل الصغير - كنبأ ومشاهدة قوم يعبدون الشمس من دون الله - للاهتمام بما هو أكبر من ذلك، وقد تقوم إيجابية الداعية بجلب منافع أكبر من الأخبار، وأهم من الشواهد" (المصدر: عبد الله يوسف الحسن، الإيجابية في حياة الداعية، بتصرف).
ليكن شعارنا في هذه الحياة: الإعذار إلى الله، ولنتذكر جيدًا أنه لما قال السلبيون: "لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا"، قال الإيجابيون: "مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" | |
|
كريم بن رمضان مشرف
الجنس : عدد المساهمات : 1846 عدد النقاط : 2062 تاريخ التسجيل : 28/11/2009
| موضوع: رد: اقتحم الحياة الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 12:14 pm | |
| | |
|
نجيب الخير عضو
الجنس : عدد المساهمات : 17 عدد النقاط : 37 تاريخ التسجيل : 18/04/2010
| موضوع: رد: اقتحم الحياة الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 3:11 pm | |
| بارك الله فيك أختنا على حرصك الدائم ومساهمتك هذه اقتحام للحياة ستؤجرين عليها ان شاء الله. | |
|
أنوار الإسلام عضو فعال
الجنس : عدد المساهمات : 1548 عدد النقاط : 2124 تاريخ التسجيل : 23/09/2009
| موضوع: رد: اقتحم الحياة الأربعاء ديسمبر 15, 2010 1:55 am | |
| - كريم بن رمضان كتب:
- لا تحقرن من المعروف شيئا
بارك الله فيك و شكرا لمرورك أخانا | |
|
أنوار الإسلام عضو فعال
الجنس : عدد المساهمات : 1548 عدد النقاط : 2124 تاريخ التسجيل : 23/09/2009
| موضوع: رد: اقتحم الحياة الأربعاء ديسمبر 15, 2010 1:56 am | |
| - نجيب الخير كتب:
- بارك الله فيك أختنا على حرصك الدائم ومساهمتك هذه اقتحام للحياة ستؤجرين عليها ان شاء الله.
و فيك البركة و النووووور أخانا نجيب الخير شكرا | |
|