[
كتب- عبد الله إمبابي:
أكدت دراسة علمية حديثة للدكتور ناصر محمود وهدان، مدرس الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة قناة السويس؛ أن المسجد لعب دورًا كبيرًا في تكوين مدارك الشباب، وثقافته، وتشكيل منظومة قيمه التي يتمسك بها في مقابل العادات والتقاليد المغايرة للبيئة العربية والإسلامية معًا.
وحذرت الدراسة التي جاءت بعنوان "وسائل الاتصال والإعلام الحديثة، وأثرها على قيم الشباب.. رؤية شرعية"، وتم عرضها في مؤتمر "الإعلام واللغة العربية"، والذي اختتم فعالياته أمس بجامعة القاهرة، من انتقال دور المسجد، والأسرة، والمدرسة إلى التلفاز والإنترنت وألعاب الفيديو والكمبيوتر، والهواتف المحمولة، والإذاعة، والسينما؛ حيث انتقل دور الإسهام في بناء معارف الإنسان وثقافته من وسط بشر ملتزم بقيم محددة إلى وسط "تكنو-اتصالي" لا يقيم وزنًا لهذه القيم ولا يعبأ بها جملةً وتفصيلاً، كما أنها تسعى جاهدةً لتغيير قيم الشباب الصالحة لا محالة.
وأضافت الدراسة أن خطورة الفضائيات الوافدة إلينا عبر الأقمار الصناعية تكمن في أنها سلبت قيم أطفالنا، وشبابنا بدواعي التحضر، والانفتاح على ثقافات الآخرين، ومن دون أن نقوم بتوجيه أطفالنا وشبابنا، وتوجيههم فيما يختارونه من أفلام، ومسلسلات وأخبار، وأفلام كرتونية تناسب مراحل نموهم، وتراعي في الوقت نفسه البيئة التي يعيشون فيها.
وقال الدكتور وهدان: إننا أصبحنا غير مهتمين بصفتنا أولياء أمور بالحوار البناء مع أبنائنا من الشباب في العديد من القضايا التي أصبحت تشكل هاجسًا داخل الأسرة العربية والمسلمة على السواء، والتي أصبح الحديث فيها مع الأبناء من الجنسين من الممنوعات مثل الحديث عن الزواج، والصداقة، والحب.. إلخ، وهذا ما يدفع شبابنا خلال مراحل نموهم لمعرفة هذه المسائل من خلال اللجوء للوسائط الإعلامية المختلفة بغرض إشباع رغباتهم، وحاجاتهم، وخاصة في مراحل المراهقة التي يميل فيها الشباب إلى محاولة اكتشاف العديد من القضايا المرتبطة بشخصيتهم ومراحل نموهم.
وأشار إلى أن خطورة إساءة استخدام الوسائط الإعلامية المختلفة تكمن في التأثير السلبي على القيم التربوية للشباب بصفة خاصة، وسعيها الحثيث إلى تغيير مناهج التربية القديمة المحافظة، واستبدال مناهج متحررة جدًّا بها تناسب عصر العولمة الساعي إلى جعل الذاتية بديلاً عن كل قيم الضمير الإنساني العربي المسلم الذي عرف به.
وأوصت الدراسة بإنشاء مؤسسات مجتمعية ضاغطة (أسرية- شبابية- نسائية... إلخ)، تسعى إلى توجيه الإعلام المحلي، والعربي، والفضائي، بالإضافة إلى تحديد نسبة المواد الأجنبية، وانتخاب أفضلها في وسائل إعلامنا، فضلاً عن الاهتمام باللغة العربية، وأن يقوم شيخ المسجد والقس في كنيسته بأداء دورهما على أكمل وجه بصفتهما أصحاب رسالة سامية تسعى إلى توجيه الناس، وتفعيل قيم الحق، والعدل، والجمال.
كما أوصت الدراسة بإعادة النظر في المناهج التعليمية، وتحديثها بصفة مستمرة؛ من أجل أن تكون قادرة على منح الطلاب من الشباب خلال مراحل تعليمهم المختلفة القدر المناسب من المعارف، والقيم التي تؤهله لخوض معترك الحياة العملية بعد ذلك.