السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس بالموضوع الطويل لكي لاتملّو وأنتم تجوبون بين أسطره وكلماته
المهم
أترككم مع الموضوع المباشر
...ومن عظيم فضل العشر الأواخر من رمضان أن فيها ليلة القدر، وهي أعظم ليالي العام فهي خير من ألف شهر فلو قدّر للعبد أن يجتهد ويواصل عبادة ربه قرابة أربعة وثمانين عاما ليس فيها ليلة القدر، لكان قيامه ليلة القدر وحدها خيرا من هذه السنوات الطوال، وهذا من عظيم فضل الله وإنعامه على هذه الأمة.
قال النخعي: '' العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ''.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( ايمانا )) أي : إيمانا بالله وتصديقا بما رتب على قيامها من الثواب.
و(( احتسابا )) للأجر والثواب.
وهذه الليلة في أوتار العشر الأواخر أرجأ، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان )) متفق عليه- البخاري 1913 ومسلم 1169
وهي في السبع الأواخر أقرب، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( التمسوها في العشر الأواخر - يعني ليلة القدر- فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي )) -مسلم 1165.
وأقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين، لحديث أبي بن كعب يقول وقيل له: إن عبد الله بن مسعود يقول: من قام السنة أصاب ليلة القدر،فقال اُبيُُ: (( والله الذي لا اله إلا هو إنها لفي رمضان (يحلف ما يستثني)، ووالله إني لأعلم أي ليلة هي،هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها)). مسلم 862. والله أعلم
فجدير بالمسلم أن يتحرى هذه الليلة، وأن يحيي وقته ذكرا وتسبيحا وتلاوة واستغفارا.
ويستحب الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( التمسوها في العشر الأواخر))، وإنما تلتمس بالعمل الصالح لا بأن لها صورة وهيئة يمكن الوقوف عليها بخلاف سائر الليالي، كما يظن بعض الناس، قال الله تعالى:'' إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (3) فيها يفرق كل أمر حكيم (4) ''{ الدخان: 3--4}.
وقال تعالى: '' ليلة القدر خير من ألف شهر(3) تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر(4) سلام هي حتى مطلع الفجر(5)'' {القدر:3--5} ، فبهذا بانت عن سائر اللّيالي فقط ، والملائكة لا يراهم أحد بعد النبي صلى الله عليه سلم.
من كتاب مجالس رمضانية لفضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة - دار الذخائر- ص 193-194.